رغم أهمية الدبس لأهالي الأحساء والذي يشكل وجبة رئيسية للأسر في فصل الشتاء ويمكن تخزينه والتمر لمدة طويلة. يؤكد تاجر الدبس محمد بن قوطي لـ«اليوم» أن مبيعات الدبس في تراجع بسبب وجود بدائل تستخدمها الأسر منها السكر والعسل، مستدركا: إلا أن هناك أسرا ما زالت تقوم على شرائه خلال الشتاء، مبينا أن مبيعات الدبس وصلت إلى 50%، ومن المتوقع زيادة النسبة خلال الأيام المقبلة. وبين أن الدبس يصنع من تمر الخلاص والشيش وأنواع أخرى، ويبلغ سعر العبوة وزن ثلاثة كيلوجرامات من المصنع 25 ريالاً. ورغم التطور المستمر في صناعة الدبس إلا أن هناك سيدات أحسائيات يقمن بصناعة الدبس في المنزل وبيعه أو توزيعه على الأقارب والجيران، وتتم صناعة الدبس المنزلي بتنقية التمر من الشوائب والتمر غير الجيد، ومن ثم غسله جيدا، وبعد ذلك يوضع في قدر على النار، ويترك حتى ينضج التمر تماما. وقالت «أم خالد الصقر»: إن علامة نضجه حسب توصية والدتها، تغير لون نواة التمر إلى اللون الأحمر القاتم، وبعد ذلك يوضع في كيس والبدء بعملية عصره، وبعد ذلك يتم تعريضه إلى أشعة الشمس لمدة يومين أو ثلاثة حسب حرارة الجو، بعد تغطيته بقطع قماش خفيفة؛ للمحافظة عليه من الحشرات. وأوضحت أن هناك من يقوم بتركيزه باستخدام النار، قائلة: «لكننا لا نفضلها لأنه سيكون حاد الحلاوة أكثر من الذي يركز بواسطة الشمس»، وبعد ذلك نقوم بتخزينه بواسطة عبوات صغيرة للاستخدام المنزلي، أما التجاري فيوضع في عبوات كبيرة ويتم بيعه. وتقول «أم خالد»: إنها توفر أنوعا من الدبس الحساوي، مؤكدة «أن الدبس يشتد الطلب عليه من أهالي الأحساء وخارجها طوال العام، لأهميته في صنع بعض أنواع الحلويات والأطباق الشعبية، كما أن هناك طلبا عليه من دول الخليج بكميات هائلة». وتقول «أم خالد»: إنها تصر على صناعته بالطرق التقليدية، رغم تطور صناعته عبر أجهزة وأدوات حديثة، ولكنها تستمتع في صناعته بالطرق التقليدية والتي تستخدمها أسر الأحساء، قائلة: «يختلف طعم الدبس المصنوع في المنزل عن مصانع التمور، كما أن صناعته في المنزل تحافظ على مواده الغذائية كاملة».
مشاركة :