أقام المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ندوة لمناقشة رواية «أن تحبك جيهان» للكاتب المصري مكاوي سعيد، شارك فيها كل من الدكتور أحمد درويش، الناقد ربيع مفتاح، الناشر محمد رشاد، الكاتبة فاطمة المعدول. ووصف درويش، سعيد، بأنه شاعر ضل طريقه إلى الرواية، مشيرا إلى أنه بدأ حياته الإبداعية ناظما للشعر، بل إنه حصل على جوائز عديدة في مسابقات الشعر التي كانت تقيمها جامعته، ولقب بشاعر الجامعة، واستطاع ببراعة أن يجذب مفرداته الشعرية إلى ميدان الرواية، فجمع بين البنية التراكمية والبنية العادية في كتابته للرواية. وقال: «تتناول الرواية شخصيات جيهان وريم وأحمد الضوي بطل الرواية الرئيس المهندس المقاول المطحون وعالمه الخاص الفقير في أحداثه، الذي نشأ في حي عابدين، فهو مهندس إنشائي، انهار بعد زلزال 1992 لأن المباني الحديثة تصدعت وكشفت عن خراب الذمم وقد توزع أو تمزق عاطفيا بين امرأتين، جيهان عرابي وريم مطر، يتجنب السياسة، ولكنه اتصل بالثقافة عبر خاله حسام، المناضل وشاعر العامية الذي مات في سن مبكرة، وتشاء الظروف أن يحل شريف - مناضل ومثقف تعرض للاعتقال أكثر من مرة - محل خاله حسام في الشقة الملاصقة وفي المكانة الأدبية عند الضوي، وصديقه عماد ضابط الشرطة الشرس الذي لا يتورع عن فعل أي شيء، لكنه بقي صديقا مخلصا لأحمد». وعن قيمة مكاوي الإبداعية، تحدث الناقد ربيع مفتاح، واصفاً مكاوي بأنه حجز لنفسه مقعداً في حافلة المبدعين الكبار «تلك المكانة التي وصل إليها بشق الأنفس»، كما وصف مفتاح الرواية بأنه يعتبرها «رواية معرفة». وقال «أن تحبك جيهان، هو عنوان طويل للرواية ويبدأ بتساؤل مهم ماذا لو أحبتك جيهان؟ ولماذا جيهان بالتحديد؟ كما أن التصدير دعاء لأبي حامد الغزالي يقول الله ما أفضحنا ولا تسترنا حتى يتبين لنا الخبيث من الطيب، إذاً هي دعوة للكشف ومعرفة الحقيقة وعدم إخفاء المستور ومن ثم نحن أمام رواية معرفة، معرفة عالم الواقع والعالم الافتراضي وتداخل الخبرات مع المعلومات والأحداث، وكأننا أمام بانوراما معرفية للأرض والبشر والبلاد والعباد، مع طرح كثير من القيم الإنسانية ومحاولة اختبارها مرة أخرى في ضوء العصر وفي ظل ما يجري من أحداث، فالرواية عبارة عن ثلاثية سردية رائعة، كل منها لها إيقاعها الخاص».
مشاركة :