يعتبر المغربي توفيق بلاغة من رموز النادي العربي بعد أن سبق له أن ارتدى قميصه في تسعينيات القرن الماضي، وساهم في تحقيقه العديد من الألقاب المحلية، قبل ان يتولى منصباً ضمن الجهاز الفني بقيادة فوزي ابراهيم. وعلى الرغم من رحيل الأخير، بقي بلاغة ضمن الجهاز نظراً لما يتمتع به من خبرة وشعبية لدى الجمهور العرباوي. «الراي» التقت بلاغة وكان الحوار التالي: • تعرض العربي للخسارة الأولى هذا الموسم على يد السالمية في كأس ولي العهد. هل لك أن تطلعنا على الأسباب؟ - من الطبيعي أن يتعرض أي فريق خلال الموسم لنتائج ايجابية وأخرى سلبية. واجهنا السالمية في «دوري فيفا» عندما كان فوزي ابراهيم مدرباً وتعادلنا صفر-صفر قبل ان نخسر أمامه في كأس ولي العهد. من المحتمل أن نهزمهم في أي مواجهة مقبلة، هذه كرة القدم، غير أن الأهم لدينا كجهاز فني بقيادة أحمد عسكر يتمثل في البحث عن سبب الهزيمة ومعرفة أخطاء اللاعبين من حيث التمركز أو الضغط أو التمرير وعرضها عليهم لتتم الاستفادة. فالخسارة العارضة ليست مشكلة في كرة القدم. • يتردد بأنكم كجهاز فني تعملون تحت الضغط نظراً الى صفة «الموقت» التي تحيط بدوركم الحالي. - عندما جددت الإدارة الثقة في الجهاز الفني بعد استقالة فوزي ابراهيم وأسندت المهمة الى أحمد عسكر، انصب تركيزنا على ترتيب الأولويات الفنية التي تتعلق بتطوير الأداء وفق استراتيجية زمنية معينة تعتمد على رفع اللياقة البدنية وتنويع التدريبات وانتقاء ما ينسجم منها مع الخطة التكتيكية. فكرة القدم تعتمد على انسجام تام بين عامل اللياقة والأمور الفنية، ومن أبجدياتها معرفة قدرات اللاعبين البدنية من أجل اختيار الخطة الفنية المناسبة. هذا بالاضافة الى إعطاء الفرصة لأكثر من لاعب وخاصة في الدوري لأن التدوير بات مفهوما عالميا وأصبح ضرورة عند بعض الأندية لكن بنسب متفاوتة. فإذا كانت المباريات كثيرة، تصبح نسبة التدوير أكبر لأنها متعلقة بالجانب البدني. أما إذا أقيمت المباريات في فترات متباعدة، فإن ضرورة التدوير تأتي لدواع مختلفة وهي الحاجة الى معرفة اللاعب الأنسب للفريق. • هل يفضل الجهاز الفني الحالي اللاعب المحلي على الأجنبي؟ - هناك قاعدة في كرة القدم تتعلق باختيار اللاعب الأكثر جهوزية في التشكيلة من دون النظر إلى صفته كأجنبي أو محلي. نحن كجهاز ننظر إلى هذه القاعدة ولا نحيد عنها. ليس من معايير اختيار التشكيلة أن هذا لاعب أجنبي والآخر محلي. عندما يرى عسكر أن الأجنبي غير جاهز أو غير مناسب للخطة فلا شك في أنه سيفضل عليه المحلي. يعتبر اللاعبون كافة أوراق رابحة في يد الجهاز الفني. • هناك من يدّعي بأن الجهاز الفني يحجّم من قدرات مبارك نصار وبدر طارق. - لا شك في أن مبارك نصار وبدر طارق يتمتعان بمواصفات ممتازة ومهارية. غير صحيح أن الجهاز الفني يحجّم من قدراتهما بل على العكس. مبارك وبدر لم يغيبا عن التشكيلة الأساسية في آخر 3 مباريات في الدوري. كما أنني وعسكر نعمل على إستخراج الأفضل من هذين اللاعبين عبر اختيار التركيبة الهجومية الأمثل. نصار مثلاً يحتاج إلى مساحات معينة في الملعب ونحن نحاول أن نوجدها له عبر توظيفه تكتيكيا. كما اننا ندرك بأن طارق يتمتع بخصائص معينة ونحن نعمل على تسخيرها. هذا الأمر مسحوب على لاعبي الأخضر كافة خصوصاً أنه يعج بالمواهب لكننا نحتاج الى بعض الوقت لمعالجة عدد من الأمور. • هل تتفق مع من يدّعي بأن العربي يعاني من فقدان هوية الانتصار؟ - عندما تتحدث عن العربي فإنك تتحدث عن تاريخ كبير. لقد أدركت تلك الضغوطات وعشتها عندما كنت محترفاً في صفوفه. المشكلة الحالية تكمن في أن الفريق عاش بعيدا عن لقب الدوري لسنوات. قد يعاني اللاعب من فقدان هوية بطل الدوري لكن من المستحيل أن يعاني من فقدان هوية الانتصار. لا بد أن نكون واقعيين. مسألة العودة إلى تحقيق لقب الدوري تحتاج الى عمل كبير وتركيز وتضافر جهود ومضاعفة مجهود، ونأمل أن نكون كجهاز فني لبنة أساس في رحلة البحث عن اللقب المفقود. سنسعى بكل ما لدينا من وقت وجهد لإعادة ثقافة البطل إلى اللاعبين من خلال بث الروح فيهم وتذكيرهم دائماً بأنهم أبناء «القلعة الخضراء». • حدّثنا عن الأمور الفنية التي تتم معالجتها حالياً في الفريق؟ - الفريق يعاني منذ سنوات من عجز في عملية بناء الهجمة من الخلف. فقد كان يعتمد مع أكثر من مدرب على الكرة الثانية والكرات الطويلة. المدربون السابقون اعتمدوا هذا الأسلوب للقفز فوق حاجز عجز بناء الهجمة لكننا سنحاول أن نضع يد المعالجة على المشكلة. لدينا مجموعة من لاعبي الارتكاز أصحاب القدرة على بناء الهجمة من الخلف والاحتفاظ بالكرة، وهذا الأمر يحتاج الى أن يتم توظيف اللاعب الأنسب بدقة في الملعب. نحن نحاول أن نجد الصيغة التكتيكية التي تساعدنا على ذلك، فكرة القدم عبارة عن مجموعة أفكار ولا بد أن نصل إلى فكرة تنسجم مع امكانات لاعبينا. من الممكن أيضاً أن يكون الرسم التكتيكي جزءا من حل مشاكل فنية عدة، إذ ليس من الضروري أن يظل الأخضر يلعب برسم 4-4-2 بل يمكن تغييره إلى 3-5-2 في حال كان أكثر فائدة. أحمد عسكر من المدربين أصحاب المرونة التكتيكية ويعلم أن الخطط والرسم أدوات ولا شك في أنه سيستخدم الأفضل. • هل تأثر «الأخضر» بغياب التونسي أمين الشرميطي؟ - من يفهم لغة كرة القدم لا بد له أن يدرك القيمة الفنية التي يتمتع بها أمين الشرميطي. فهو موهوب جدا ويتميز بقدرات متعددة تجعله يلعب في اكثر من مركز. لا شك أن اي فريق يتأثر بغياب نجم مثل الشرميطي لكن في النهاية «الأخضر» لا يعتمد على لاعب واحد، وهذه هي الثقافة التي نحاول شرحها وترسيخها في أذهان اللاعبين، وتقول بأن الفريق منظومة متكاملة تلعب وفق آليات تكتيكية متعددة ومن المفترض ألا تتأثر بغياب لاعب او اثنين. • هل ستستمر مع الفريق في حال التعاقد مع مدرب جديد؟ - لا نفكر حلياً إلا في استحقاقات الأخضر واستراتيجيته الفنية. لا اشغل بالي بما يتعلق بالمدرب القادم. هذا من اختصاصات مجلس الإدارة. انا اعمل مع المدرب احمد عسكر وسنحاول أن نخدم القلعة الخضراء التي منحتنا كل شيء.
مشاركة :