هكذا يُطلق المصريون على (الحاجة فاطمة) التي قضت خمسين عاماً وهي تؤجر (المراجيح) للأطفال في الحدائق و(البخشات)، لأنّها لا تُجيد عملاً آخر، لكنها تبتسم في وجه الأطفال، حتى أولئك الذين لا يجدون مالاً فإنهم لن يعدموا (اللعب والمرح) مجاناً، و(كله برزقه) كما تقول! لدينا أكثر من 500 حديقة ومنتزه بالرياض وحدها، مليئة بمئات بل بآلاف النساء مثل (الحاجة فاطمة) من بينهم أرامل، ومُطلقات، ونساء يبحثن عن الرزق الحلال بهذه المهنة البسيطة، لذا أقترح على أمانة الرياض التفكير في فتح المجال أمام هؤلاء النسوة، اللاتي يبحثن عن عمل كريم من الأسر المُنتجة التي تبيع (الأكلات الشعبية) بشكل عشوائي، أو تبيع (الماء، والمُرطبات) في سطول وكراتين، أو تأجير (الدراجات، أو النطيطات، والمراجيح).. إلخ؟!. بحيث تحول الأمانة هذا العمل العشوائي إلى عمل مؤسسي مُنظم ومُطوّر، يخدم الزائر لهذه المواقع، ويساعد هذه الأسر (العزيزة علينا وعلى الأمانة) من أجل كسب لقمة العيش بشرف وكرامة، بحيث يتم تخصيص وتهيئة أماكن داخل هذه المنتزهات (مجاناً أو برسوم بسيطة)، بدلاً من السكوت عن المشهد، أو محاولة المنع بطرق تحرج الأمانة أمام المجتمع الذي يتعاطف مع مثل هذه الحالات! عندما نحتوي هؤلاء النسوة، ونضع لهن منصات مُرخصة، سنجعل منهن شريكات في تقديم الخدمة، ولو بعربات مُتنقلة صغيرة، تحتوي على رقم وترخيص، وتراعي اشتراطات الصحة والسلامة، ونحن بهذا لا نخترع (العجلة) فأفخم وأشهر الشواطئ، والحدائق في معظم الدول المُتقدمة يوجد بها مثل هذه المُمارسات لخدمة (شريحة شعبية) تعتز بها هذه الشواطئ والحدائق، ويشكلون عنواناً وطنياً ورقماً هاماً في دعم السياحة، وتقديم بعض المأكولات والحلوى الشعبية؟!. لنكتشف شركاء سعادة على طريقة (الحاجة فاطمة) في مثل هذه المواقع من المُحتاجين من أهل الحي أنفسهم أو من لديهم الاستعداد للعمل الشريف، بدلاً من جعلهم خائفين أو مُخالفين؟! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :