التنويم المغناطيسي لمحاربة خوفك من طبيب الأسنان!

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بضع سنوات، بدأ بعض أطباء الأسنان يتدربون على العلاج بالتنويم المغناطيسي لتحسين راحة المرضى وتسهيل الاعتناء بهم. في ما يلي مقابلة مع معالِجة بالتنويم المغناطيسي وعالمة نفسية مسؤولة عن معهد للتنويم المغناطيسي في فرنسا. ما معنى التنويم المغناطيسي؟ إنها حالة نكون فيها في الزمن الحاضر وفي زمن آخر، فنغوص في عالم الخيال والأفكار. ما من جانب سحري في التنويم المغناطيسي: إنها حالة عقلية من اليقظة المختلفة أو شكل من الوعي المتغيّر. هو لا يشير إلى النوم أو اللاوعي. بل تتعلق المسألة بالتعاون بين المعالج المتدرب على التنويم المغناطيسي والفرد الذي يريد التعاون معه. الشخص الذي لا يحبذ التنويم المغناطيسي لا يمكن أن يخضع لسيطرة المعالج. ما الداعي إلى التنويم المغناطيسي بما أن العمليات لم تعد مؤلمة بقدر ما كانت عليه؟ باتت العمليات تقنية بامتياز. يبدأ تقييم الحالة الجسدية في العيادة على يد جرّاحي الأسنان، لكن قد تبرز الحاجة أحياناً إلى دعم نفسي لاستعادة ثقة كافية وتهدئة الذات قبل الخضوع لأي جراحة في الأسنان. في عيادة طبيب الأسنان، يُستعمل التخدير بالتنويم المغناطيسي لتسكين الأوجاع، والعلاج بالتنويم المغناطيسي لمكافحة القلق الذي يسبق الذهاب إلى طبيب الأسنان. التنويم المغناطيسي يناسب الجميع؟ يشتق التنويم المغناطيسي الطبي من التنويم الطبيعي الموجود في كل شخص منا. على سبيل المثال، قد ننغمس في حالة داخلية خلال المشاركة في مؤتمر أو بعد وجبة الطعام أو قد يحملنا صوت المتكلم إلى حالة مختلفة: لا ننام لكننا ننفصل عن المكان الذي نتواجد فيه. هذا الوضع ليس إرادياً بل إنه يقودنا إلى فقاعة نعزل فيها نفسنا حسياً. نحن موجودون في مكان معين جسدياً لكننا معزولون في الوقت نفسه، فلا نسمع ما يقال ولا نشاهد ما يحصل من حولنا مع أن عيوننا تبقى مفتوحة. نفقد التواصل مع ما يدور خارج فقاعتنا. يمكن أن يطلق المعالج هذا النوع من التنويم الطبيعي. يسهّل بعض العوامل الخارجية الغوص في هذه الحالة وثمة عوامل ذاتية أخرى مثل ميل المريض إلى نسج الأحلام. هل يمكن أن يستفيد الأولاد منه؟ نعم، يسهل تنويم الأولاد تحديداً. يكفي التفوه ببضع كلمات لتنويم الطفل لأن المخيلة تكون ناشطة جداً بين عمر السنتين والثانية عشرة. كيف تؤثر تقنيات التنويم المغناطيسي على الألم؟ يؤدي التنويم المغناطيسي إلى تراجع الألم والانزعاج أثناء أي عملية. من خلال تحسين مستوى الراحة وتقليص الانزعاج، سيشعر المريض بأن الجلسة مريحة. كذلك يخفف التنويم المغناطيسي نشاط المناطق الدماغية المرتبطة بالألم وينشط مناطق أخرى تصبح “مضاءة” في العادة حين يأخذ المريض مسكّناً قوياً مثل المورفين. ماذا يحصل في عيادة طبيب الأسنان؟ في 80% من الحالات، يستقبل جراح الأسنان المريض ويرافقه طوال فترة العملية التي تشمل التنويم المغناطيسي. حين نطلب من المريض ألا يفكر بأمر معين، سيفكر به تلقائياً لأنه لن يسمع النهي عن التفكير بل الاقتراح المباشر. لذا لا يجب أن يطلب الطبيب من مريضه ألا يقلق لأنه سيركز بذلك على القلق. لا بد من إعادة صياغة العبارات: “يجب أن تطمئنّ! ستسير العملية على خير ما يرام ولكنها قد تكون مزعجة قليلاً لأننا سنستعمل تقنيات جديدة بالنسبة إليك”. الهدف الأساسي هو تخفيف مستوى الضغط النفسي والقلق. ماذا يحصل خلال العملية؟ يتكلم الطبيب بشكل متواصل خلال العملية، فيتحدث عن شعور الخدر الناجم عن البرودة، ويطلب من المريض مثلاً أن يشعر بالبرد في فمه أو على وجهه (تقنية مباشرة) أو يتذكر احتكاكه بالثلج (تقنية غير مباشرة) أو يتخيل أنه يتزلج (تقنية مبتكرة). سرعان ما يترسخ الشعور بالخدر. هكذا يطلق المريض العنان لمخيلته لاسترجاع ذكريات مريحة. يمكن أن تكون الاقتراحات حركية أيضاً فتبدأ الجلسة بتمديد اليد ثم تبقى تلك اليد جامدة في الهواء وحدها خلال فترة الانفصال عن الزمن الحاضر. هكذا يشعر المريض بأن ما يحصل في وجهه لا يصيبه هو، مع أن العينين قد تبقيان مفتوحتين في بعض الحالات. كذلك، يمكن إرسال المريض إلى “مكان آمن” بنظره كي يستعيد الشعور بالراحة. بهذه الطريقة، يصبح تنفسه هادئاً فيطفو بين اليقظة والنوم. أخيراً، يمكن اقتراح بعض مصادر الإلهاء، فتُستعمل تقنيات مربكة أو مفاجئة مثل التكلم بسرعة عن أمور لا معنى لها. ما هي النتائج النهائية؟ يسهم التنويم المغناطيسي في تجنب الألم أو تخفيفه وتقليص مشاعر القلق لدى الراشدين والأولاد المصابين برهاب معين، كذلك يقلص الحاجة إلى الأدوية خلال الجراحة وبعدها ويحل مكان مواد التخدير ومسكنات الألم إذا كان المريض لا يحتملها. يتراجع أيضاً إنتاج اللعاب والنزيف واحتمال الشعور بالغثيان. إنها تقنية مهمة للمريض وعملية للطبيب!

مشاركة :