1 - تنعكس صور الأشياء على شبكية العين مقلوبة.. لكن المخ يعدلها فتراها معتدلة.. أي أن الذي تراه ليس ما انعكست صورته بالفعل على شبكية عينيك، بل عكسه تماماً!.. وهذا دليل على أننا نرى حسب ما نريد أن نرى وهو الصورة المعتدلة في أنفسنا وليس ما انعكس حقيقة في العين. 2 - يقول خبراء الاتصال إن الإنسان حينما يقرأ أو يسمع فهو ليس سوى مترجم.. قد يترجم بصورة جيدة لكن لا يمكن أن تكون الترجمة أمينة.. فالمرء حينما يتلقى ويفهم إنما يفهم ما يريد أن يفهم.. فنحن نرى حُسْن الشيء لأننا نريد أن نراه كذلك.. وإن أسطع الحقائق وأبسطها تستعصي على الفهم والقبول عند الذين يكرهون تلك الحقيقة ولا يقبلونها.. أو كما قال سيبنوزا: «إننا لا نرغب في الشيء لأنه جميل أو مفيد، بل نسميه جميلاً أو مفيداً لأننا نرغب فيه».. أي أن الحكم على الشيء فرع من تصوّره.. والتصوّر يؤثّر فيه الهوى والمصلحة والاعتياد. 3 - ومن الخداع الذي يوحي به تصوّرنا الحاكم تلويث لقيم ومعان مهمة.. مثلاً: الذي يفر من المواجهة يصوّر فعله على أنه تعقّل وليس جبناً.. والمنحل يصوّر فعله على أنه حرية.. والملحد يصوّر فعله على أنه علمانية.. والمخالف للقانون يصوّر فعله على أنه مرونة.. هذا التصوير المرفوض جعل لدى البعض من مصطلحات إنسانية عظيمة مثل: العقل والحرية والعلمانية والمرونة كلمات ملوّثة. 4 - يجب أن يفهم كل فرد أن العالم ليس هو ما تتصوّره أنت!.. بحقيقته وتفاصيله وحراكه واتجاهه.. إن ما يظهر لك أنت ليس بالضرورة نفس ما يظهر لبقية أفراد العالم.. فكل إنسان يرى العالم بمنظاره هو وحسب خلفيته العلمية والمعرفية الثقافية وبيئته المجتمعية. 5 - في عالم الاتصال يجب أن تتذكّر أن كل من تلتقيهم إما أنهم يخافون من شيء أو أنهم يحبون شيئاً أو يفتقدون شيئاً.. وهنا تقوى وسائل الاتصال بيننا وبين الآخر ونتجاوز الحواجز التي ربما قد تكون قائمة؛ لأننا تواصلنا على ذات التردد في أي قضية إنسانية. 6 - صاح (مفكر عربي): «أنت لا تكرهني.. أنت تكره الصورة التي كَوَّنتها عني.. وهذه الصورة ليست أنا.. إنها أنت».. أي أنه يريد أن يقول إن كل شخص يرى الناس بعين طبعه.
مشاركة :