لا نجهل أعداءنا في الخارج ولا طرقهم ووسائلهم في إثارة البلبلة والمشاكل داخل المملكة متى ما أتيحت لهم فرصة الدخول إلى أراضيها، حتى وإن كان عن طريق مواسم العبادة وفي أقدس بقاع الأرض، وعلى فشلهم في تحقيق أهدافهم البغيضة إلا أنهم ماضون في ذلك. ولا يمكن بأي حال تصديق ما يصدر عنهم من تلميح أو تصريح برغبة في احترم الجوار والكف عن أذية الجيران. ومثل هؤلاء تسهل محاربتهم لأن العداء واضح، غير أن الصعوبة في محاربة أو اكتشاف العدو المتخفي الذي يعيش بيننا يظهر الولاء ومناصرة الحق -من وجهة نظره- والذي قد يراه باطلا فينا، ويتحين الفرص لإشغال الرأي العام وصرفه عن جرائمه ومشاكله بتأجيج مشاكل أعداء الخارج وتضخيم خطورتهم، وأنهم قادرون على اختراقنا بسهولة لوجود عملاء وخونة، على حد زعمه، بينما هو الوطني المخلص الذي لا يصنع شيئا سوى مساعدة الحاقدين على هذا البلد في التخريب وإثارة الفتن، حتى وهو يظهر مخالفته لهم وسخطه، لكنه في الحقيقة ينفذ مخططاتهم بدقة، وكل عاقل يدرك ويعي ذلك رغم وجود من يبرر ويفصل طبيعة كل عداء تبعا للمذاهب أو الطائفة. وبوضوح أكثر إيران وداعش وجهان لعملة واحدة، اعتنقا نهج الإرهاب وتحالفا مع الشيطان، يتواجدان متجاورين في ساحات الصراع "العراق، سورية، اليمن" وبنفس الأطماع، وما قد يختلف هو طرق داعش في التجنيد، والتي تركزت على استمالة الأتباع بفكرة الجهاد في سبيل الله والجنة والحور العين وغيرها من الوعود الواهية، وحليفته ليست بأقل في تصوير المزايا لمن هم تحت سيطرتها الفكرية، لكن داعش أكثر خطرا لأنه في الداخل ومتخفّ وخطره يباغت الآمنين في كل الأماكن ودون استثناء، حتى وإن موّه في البداية أن المستهدفين فئة معينة، إلا أن إجرامه توسع واتضح أن هدفه زعزعة أمن الوطن بأي طريقة كانت، حتى وإن أحبطت بفضل الله أغلب مخططاتهم الإرهابية إلا أن خطرهم ما زال قائما. هناك من يتشدق بخيانة البعض لوطنهم غاضا الطرف عن خيانة عملاء داعش وخطورتهم التي تجاوزت المحاذير جميعها، وتساوت إن لم تتفوق على خطر ملالي إيران وأطماعه التي لن تتراجع يوما، والمحزن أنه استطاع أن يوجد له مساعدين وأعوانا، لم تثنهم قدسية الأرض أو رابطة الدم عن خيانة الوطن.
مشاركة :