حضّ رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته ديفيد كاميرون رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي، على أن تبقي بريطانيا على صلة وثيقة بالاتحاد الأوروبي. وقال: «نصيحتي لخليفتي التي هي مفاوض بارع هي محاولة الإبقاء على أوثق صلة ممكنة بالاتحاد الأوروبي لمصلحة التجارة والتعاون والأمن، وهذا سيكون جيدا للمملكة المتحدة ولسكوتلندا». وفي خطابه الأخير في البرلمان بعد ستة أعوام من توليه رئاسة الوزراء، قال كاميرون: «لقد كنت المستقبل في وقت من الأوقات»، مرددا تعليقه الذي قاله لزعيم حزب العمال السابق توني بلير عام 2005 . أضاف للنواب من جميع الأحزاب «يمكنكم تحقيق الكثير من الأشياء في السياسة. يمكنكم إنجاز الكثير، لا يوجد أمر مستحيل إذا ركزت في فعله. في النهاية الأمر مثلما قلت من قبل، لقد كنت المستقبل في وقت من الأوقات». هذا، وتحققت أمس، أمنية ماي بأن أصبحت رئيسة وزراء بريطانيا، بعد انتهاء مراسم تسلم المنصب من سلفها كاميرون، حيث قالت بات فرانكلاند، إحدى الصديقات المقربات من ماي، أنها عندما تعرفت على تيريزا عام 1974 أثناء دراستهما الجامعية في «أكسفورد»، قالت لها تيريزا أنها «ترغب في أن تصبح أول رئيسة وزراء في بريطانيا، لكنها غضبت لأن مارغريت تاتشر سبقتها في تحقيق هذه الأمنية»، لاحقاً فازت ماي عن حزب المحافظين في الانتخابات المحلية لبلدية ميرتون جنوب لندن، لكنها لم تتخل عن أمنيتها الأساسية، رغم تأخر وصولها إلى مجلس العموم حتى عام 1997، وهو العام الذي خسر فيه حزب المحافظين الحكم لمصلحة حزب العمال بقيادة توني بلير، مع ذلك أصبحت بعد عامين عضواً في حكومة الظل المعارضة تحت قيادة ويليام هيغ، زعيم حزب المحافظين وبعد أربع سنوات فقط أصبحت نائبة إيان دانكن سميث الذي خلف هيغ في رئاسة الحزب، إلى أن أصبحت وزيرة الداخلية في حكومة كاميرون عام 2010. وترتبط فرانكلاند بصداقة متينة مع تيريزا وفيليب ماي منذ فترة دراستهم الجامعية. وكانت تيريزا تعرفت على فيليب من خلال صديقتهما المشتركة بنازير بوتو التي كانت تدرس في «جامعة أكسفورد» أيضاً. وقالت فرانكلاند أنها منذ تعرفت على تيريزا التي كان عمرها 17 عاماً في حينه، لم تخف (تيريزا) طموحها بأن تصبح رئيسة وزراء. وأوضحت فرانكلاند في تصريح خاص بصحيفة «الغارديان» أن تاتشر لم تكن بطلة في نظر تيريزا ولم تنظر إليها على أنها مثلها الأعلى. وقالت: «لا أعتقد أن تيريزا من أنصار فكر تاتشر. وسنرى ذلك في المستقبل». وعن فيليب، زوج تيريزا ماي الذي دخل معها إلى مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت»، قالت فرانكلاند «أن فيليب ليس مثل دينيس زوج تاتشر، فهو شخصية مختلفة كلياً وقائمة بحد ذاتها»، بل وصفت كليهما بأنهما «مثل قطعتين تشبه الواحدة منهما الأخرى لكن الأولى قطعة جبن والثانية قطعة طباشير». ومضت فرانكلاند قائلة أن «فيليب الذي تعرفت عليه في الجامعة أيضاً لا يهوى النوادي مثل دينيس تاتشر وتناول المشروبات الكحولية وحتى لا يمارس لعبة الغولف، فهو شخص هادئ ويقف دائماً إلى جانب زوجته»، وأضافت أن «فيليب سيؤدي الدور المطلوب منه في شكل جيد، ودائماً كان يظهر بأنه نشأ بخلفية قوية» وأكدت أنها لم تر أبداً أي خلاف بين تيريزا وفيليب كزوجين اللذين يقيمان منذ زواجهما عام 1980 في منزلهما في بلدة سونينغ في مقاطعة بيركشاير غرب لندن ويقيم في المنزل المجاور لهما الممثل العالمي الشهير جورج كلوني وزوجته اللبنانية أمل. لكن الكلام الجميل عن الزوجين تيريزا وفيليب خلال اليومين الأخيرين شابته شائبة تبدو أنها خطيرة، إذ كشفت صحيفة «الإندبندنت» في تقرير لها أمس، أن فيليب يعمل مديراً تنفيذياً في «كابيتال غروب» أحد الصناديق الاستثمارية السرية التي يستخدمها المتهربون من دفع الضرائب والذي يتخذ من لوس أنجليس في الولايات المتحدة مقراً له. وكانت تيريزا ماي هاجمت المتهربين من دفع الضرائب في خطاب لها في مجلس العموم لبحث هذه المشكلة وخصت بالذكر شركتي «أمازون» وشبكة مقاهي عالمية اللتين تبين أنهما تتهربان من دفع الضرائب في بريطانيا، رغم أنهما تجنيان الأرباح بمئات الملايين من المواطنين البريطانيين.
مشاركة :