أظهرت دراسة جديدة أن البدانة تقصر معدل الأعمار، حيث أكدت أن خطر الوفاة قبل سن 70 عاما ارتفع بشكل مطرد بارتفاع مؤشر كتلة الجسم فوق الوزن الطبيعي. وجاء في الدراسة التي قام بها فريق دولي من الباحثين ونشرت أمس في مجلة "لانسيت" البريطانية، أن التأثير السلبي للبدانة على معدل الأعمار ارتفع ثلاث مرات لدى الرجال مقارنة به لدى النساء. وحلل مئات الباحثين خلال هذا المشروع العلمي العملاق بيانات 189 دراسة سابقة شملت إجمالا نحو أربعة ملايين شخص. وتحاول دراسات منذ فترة طويلة معرفة الوزن الأمثل للوصول لأفضل معدل للأعمار، وهي مسألة ذات أهمية شديدة بسبب انتشار السمنة والبدانة، وتوافر الظروف المؤدية لاستمرار هذا التزايد مستقبلا، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.3 مليار شخص من سكان العالم مصابون بالبدانة، إضافة إلى 600 مليون بالغ مصابون بارتفاع نسبة الدهون في أجسامهم عن المعدل الصحي. وتبلغ نسبة البدانة حسب بيانات منظمة الصحة العالمية 20 في المائة في أوروبا و31 في المائة في أمريكا الشمالية. وكانت دراسة دنماركية قد كشفت في أيار (مايو) الماضي، عن أن الزيادة المعتدلة في الوزن هي الأنسب لحياة أطول وهي النتيجة التي تعارضها نتائج هذه الدراسة الجديدة، حيث قال إمانويل داي أنجلانتوني، المشرف على الدراسة من جامعة كامبريدج البريطانية في بيان نشرته مجلة "لانسيت": "البدناء يفقدون في المعدل عاما من أعمارهم، في حين أن المصابين بالسمنة المعتدلة يفقدون ثلاثة أعوام". كما تبين أيضا من خلال الدراسة الجديدة أن انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي ولو بشيء طفيف يؤدي إلى تزايد معدل الوفاة. وخلص الباحثون إلى أن معدل الوزن الطبيعي للجسم هو الأنسب لتحقيق عمر أطول، خاصة إذا كان هذا الوزن في النطاق الأعلى للوزن الطبيعي، الذي قدره الباحثون بـ 22.5 حتى 25 نقطة طبقا لمؤشر كتلة الجسم. ولضمان صحة النتائج ونقائها من أي عناصر خارجية استبعد الباحثون من التحليل جميع المدخنين والمصابين بالأمراض المزمنة، وكذلك الأشخاص الذين توفوا خلال السنوات الخمس الأولى من بدء الدراسة.
مشاركة :