دعا رجل الدين مقتدى الصدر أنصاره إلى التزام سلمية التظاهرة التي دعا إليها غداً، للمطالبة بالإصلاح السياسي والإداري والتعاون، كما دعاهم إلى التعاون مع قوات الأمن وعدم الاعتداء عليها، ومنع ارتداء المحتجين الزي العسكري، فيما طالب رئيس الحكومة حيدر العبادي بتأجيلها. وقال الصدر في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه: «أدعو القوات الأمنية البطلة إلى حماية المحتجين الذين عليهم الالتزام بسلمية التظاهر وعدم ارتداء الزي العسكري، فذلك ممنوع منعاً باتاً». وأضاف «في الوقت ذاته ندعو المتظاهرين الى التعاون مع القوات الأمنية وعدم التعدي عليها، وإن اعتدى بعض المندسين عليكم». وكان الصدر زار الليلة قبل الماضية موقع تفجير الكرادة، وسط بغداد، والتقى عدداً من ذوي الضحايا الذين طالبوه بتحقيق العداله والاقتصاص من الإرهابيين، كما عقد اجتماعاً مع قادة «سرايا السلام» (الجناح العسكري لتياره) وناقش معهم عدداً من الملفات وكلفهم ضبط الأمن في المناطق التي يتمركزون فيها في جزيرة سامراء. ووجههم «بتوحيد الصف والالتزام بالتوجيهات من دون اي اجتهاد، لتحقيق الهدف المنشود ومنع تشتيت الجهود». ودعا في البيان: «ابناء شعبنا إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مساندة القوات المسلحة، وتأجيل التظاهرات لتجنيب البلاد الوقوع في الفوضى وفي المزيد من التحديات وتشتيت الجهد الأمني في مشاكل جانبية تعطل خطط التحرير وتؤدي إلى خدمة اهداف العدو وإرهابه». ولفت الى ان «واجب قوات الامن تطبيق القانون وحماية مصالح المواطنين ومؤسسات الدولة والذود عن حياض الوطن»، وتعهد أن «تمضي الحكومة في تحقيق الإصلاحات التي يتطلع اليها ابناء شعبنا الكريم ومكافحة الفساد بكل اشكاله وصوره فالإصلاح ومكافحة الفساد لا يتمان من خلال اشاعة الفوضى والإخلال بالأمن والاعتداء على المواطنين وعلى المال العام وتعطيل الخدمات». وأكد مصدر مطلع لـ «الحياة» ان «الصدر سيقود بنفسه التظاهرات انطلاقاً من ساحة التحرير وصولاً إلى بوابة المنطقة الخضراء في كرادة مريم»، وأضاف ان «اتباعه بدأوا يتقاطرون على بغداد من مختلف المحافظات خشية اغلاق منافذ العاصمة او فرض حظر للتجول». إلى ذلك، أعلنت لجنة التنسيق التي تنظم التظاهرات في بيان أن «عاماً كاملاً يوشك على اختتام انطلاق حراكنا الاحتجاجي السلمي وما زلنا مستمرين فيه»، واتهمت احزاب بأنها «لا تريد الإصلاح، ولا ترغب في أن تستقر أوضاع العراق» وأشارت الى ان «المتنفذين يتمسكون بالمحاصصة، ويعلنون حمايتهم الفاسدين والفاشلين ولا عذر لهم أمام الشعب»، مؤكدة «الاستمرار في التظاهرات، والثبات على سلمية الحراك الإحتجاجي من دون كلل ولا ملل».
مشاركة :