احتفاءٌ بموسيقى النغم واللون ومساهمة في خلق الذائقة الفنية المجتمعية

  • 7/16/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

على أنغام مزيجٍ من الموسيقى الشرقية التراثية، والأنغام الحديثة والمعاصرة، وبتداخلاتٍ لونية لسمفونيةٍ صامتة من الألوان، محملة برائحة بُن القهوة، وأصوات قرع الفناجين، وسط خيمة في أحد أشهر المجمعات التجارية في المملكة، اقام الفنان البحريني الكبير، راشد العريفي، معرضاً شخصياً هو مزيجٌ متداخلٌ من كل ذلك، وهو بالرغم من ذلك معرضه فني يحدثك بنفسه عن موسيقاهُ التشكيلية واللونية! فقد انطلق معرض الفنان العريفي بالتزامن مع انطلاق الشهر الكريم، في مجمع مودا مول، ليحتفل مؤخراً على مدى ثلاثة أيام (2، 3، 4 يوليو) بالليالي الأخيرة من شهر رمضان، بحضور عدد من كبار الفنانين، إلى جانب إطلاع المواطنين والمقيمين والسائحين، ومختلف شرائح المجتمع من قاصدين، وعابرين جذبهم اللون، ودغدغت آذانهم الموسيقى، فانجذبوا بفضولهم متأملين جمالية هذه التوليفة بين الموسيقى واللون، وهذا ما يصبو إليه الفنان راشد العريفي كما سيبين لنا لاحقاً. يستعرض الفنان في معرضه جملة من الأعمال التي تمثل مراحلهُ الفنية المختلفة، فمن جملة هذه الأعمال يخصص العريفي ركناً لاشتغالته التي ذاع صيتهُ فيها، والتي تعنى بتوظيف تراث الحضارة الدلمونية من أختام، وكتابات، ولقى، في أعماله الفنية التشكيلية، ليستنهض هذه الحضارة التي كانت موجودة في البحرين منذُ (3000) عام قبل الميلاد، ويحييها بالريشة واللون، معولاً على كونها حضارة إنسانية مؤسسة، أسهمت في نماء وتطور البشرية على مدى آلاف السنين اللاحقة. عن اختياره شهر رمضان من كل عام لإقامة معرضه، وعن هذا التوليفة، يحدثنا العريفي: أنا كفنان احتفل بهذا الشهر الكريم بطريقةٍ فنية، إذ أعمدُ بالتعبير عن نفسي عبر مساحة في مكانٍ ما، أقيم فيها معرضي الشخصي، عارضاً أعمالي الفنية على أكبر شريحة من الجمهور، ومعتمداً أن تكون هذه المساحة متاحة لوصول مختلف شرائح المجتمع، ليطلع ويمتزج بروح الفن. ويعقب الفنان العريفي على ليالي شهر رمضان، بالقول: إن لهذه الليالي جمالية خاصة، وطقوس من الفرح والبهجة، فعن نفسي، أكون في قمة الأريحية وأنا أسكنُ لهذه الليالي التي تهبني الطمأنينة، وتعود بي إلى الذكريات النفسية، والمجتمعية، والثقافية، لتفاصيل الحياة التي عشتها، ويتابع عندما نكون وسط أجواء جامعة لفنون التشكيل والموسيقى، ووسط مجمعٍ ذو شهرة واسعة في المملكة، فإننا نكون بذلك وسط منصة تطلع الجمهور البحريني والأجنبي على جانب إنساني وثقافي من جوانب البحرين، ونؤكد بأن هذه المناسبة العظيمة -شهر رمضان- يتيح لنا الاحتفاء بكل لياليه، بعد صيام ساعات طوال، ليكون ليلهُ مكافأة تعطينا نوعاً من التزاوج الفكري الإنساني الممزوج بالعبادة والمشقة والفرح والاحتفاء، فنجدُ النغم يرتفع في لياليه، والقهوة تشرب، واللون يعزف بصمت... وكل هذا يخلق جواً إنسانياً رقيقاً، يعزز حب الحياة. ويضيف مؤكداً هذه الأجواء المميزة، تعكس حقيقة البحرين الصحيحة على مسار الفكر الإنساني. وعلى صعيد الأعمال الفنية المعروضة في هذا المعرض، يبين العريفي هناك العديد من الموضوعات التي أطرحها في أعمالي، منها المواضيع ذات الصلة بالتراث الشعبي، إلى جانب المواضيع الإنسانية، والثقافية، وغيرها.. وقد عرضت في هذا المعرض جانبا من جوانب الفكر الثقافي الموجود في العالم، دون التخلي عن اللمسة الإنسانية الدلمونية، التي تحضر في مختلف اشتغالاتي، والتي تعد طابع البحرين الأصيل، كما أني لم أهمل الجانب العصري، فعند الاطلاع على اللوحات تجد لوحات توظف التراث الدلموني وأخرى هي نتاج قراءات ومشاهدات على مدى سنوات من الاشتغال في الفن الحديث. وحول مكان المعرض واختيار مجمع المودا مول يقول العريفي نحن كمواطنين وفنانين نعشق تطوير الشيء المجتمعي الذي يخلق مجتمعاً يلتصق ويلتحم بالفن ويتفاهم ويتذوق مختلف الجوانب الثقافية؛ سواء كانت موسيقية أو تشكيلية أو إنسانية أو تراثية، وهذا ما تحققه هذه الفعالية التي تشرك المجتمع في مكان ذو شهرة واسعة، وتعمد لمزج مختلف الفنون وإتاحتها للجمهور، لخلق ذائقة فنية ترتقي بالحالة المجتمعية بأشكالها المختلفة. المصدر: سيد أحمد رضا

مشاركة :