المهور وغلاء المعيشة سببان مزمنان للعزوف

  • 7/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا أرجع مختصون أسباب تأخر الشباب في الزواج إلى غلاء المعيشة وارتفاع قيمة المهور، بالإضافة إلى عدم الرغبة في تحمل الأعباء المالية للزواج، وكذا التنصل من تحمل مسؤولية الأبناء. وقد تنبهت المؤسسات المعنية فبادرت إلى تشجيع تنظيم الأعراس الجماعية، وإعانة الأزواج على إقامة العرس، وحتى تيسير أمور حياة بعض الأسر. في التحقيق التالي تناقش البيان أسباب تأخر الشباب في الزواج مستندة إلى دراسة أجرتها هيئة تنمية المجتمع بدبي، شارك فيها 2462 مواطناً ومواطنة، وتراوحت الفئة العمرية من المشاركين بين 20 و40 عاماً، وركزت على العوامل التي تؤثر في التأخر في الزواج. عقدة في المخيلة وترى زينة كشكوني أن السبب الرئيس للتأخر في الزواج ترجع لنظرة سلبية في مخيلة الفتاة، كأن تشاهد زوجاً متسلطاً أو سيء الخلق فتتكون وتتراكم لديها صورة سلبيَّة عن الذكور عامةً. خوف وعزوف وترى لبنى عبد العزيز أن إحدى أعز صديقاتها، التي تحتل مكانة كبيرة في نفسها، مترددة عن الزواج بسبب مشاكل الوالدين؛ ما أثر في رأيها سلباً، وترك لديها انطباع الخوف من المستقبل، فتفرغت للدراسة، ولمشاريعها المستقبلية. وأضافت أنها تعتقد أن هناك سبباً آخر هو أن بعض الفتيات يفكرن في الرفاهية أكثر من تكوين عائلة، وللأسف ما زالت حتى اليوم بعض الفتيات ترى في عريسها رجلاً يحقق لها كل أحلامها، أو السوبر مان بمعنى أصح. وتذكر (م. خ)، بعض الدروس التي علقت بذاكرتها من تجربتها، التي عانت منها إحدى قريباتها لـ 13 عاماً؛ حتى تطلقت من زوجها، وقالت: مثل هذه المواقف السلبية تجعلني أتردد في الإقدام على الزواج، عوضاً عن المخاطرة والدخول في تجربة قد تكون نتائجها سيئة. غياب الأمان وترى أمل الحداد من وجهة نظرها أن السبب الرئيس في التأخر عن الزواج، هو عدم وجود الأمان مع الزوج. لعائشة حبيب البلوشي رأي مخالف؛ إذ تقول إن أغلب رجال اليوم يحملون النساء ما لا يطقن، إضافة إلى أن بعض العزاب يرون أنهم يعيشون حياة بالحرية أكثر من المتزوجين، خاصة النساء؛ إذ تستطيع المرأة الاستقلال بمالها من دون تسلط ذكوري، وهذا أهم سبب يجعل فتيات اليوم، يؤجلن التفكير في الزواج لحين تحقيق ما يصبين إليه. استهتار بالمسؤولية أما نورة شافع محمد فتقول إن طبيعة الحياة واستهتار بعض الشباب واهتمامهم بالمظاهر الكاذبة التي تنصب جلها في اقتناء سيارة آخر موديل وهاتف جديد وغيرها، كلها تجعل الفتاة تؤخر التفكير في الزواج والوقوع في مشكلات بسبب استهتار الزوج أو إهماله لزوجته وأبنائه، مشيرة إلى أن الفتاة تعودت على الاستقلالية المادية. ويرى علي البلوشي أن السبب الأبرز لتفضيل البعض التأخر في الزواج هو طبيعة الحياة العصرية، وتوسع مدارك الثقافة، التي يطلع عليها كل من الشاب والفتاة؛ ما أوجد لهم طرقاً أخرى في التفكير، وفي النظر إلى الحياة، وفي تعامل كل طرف مع الآخر. وأضاف أن بعض الفتيات يرغبن بالزواج بمن يستطيع أن يوفر لهن عيشة الملوك. أما علي أحمد الياسي فيقول إن بعض الشباب يؤخرون فكرة الزواج بسبب ما يتعرضون له من خديعة، قائلاً: عندما يذهب الشاب لإلقاء النظرة الشرعية تكون الفتاة في كامل زينتها، بينما يكتشف الحقيقة لاحقاً حينما يضمهما بيت واحد ليتضح أن كل شيء كان تركيباً بدءاً من الرموش والشعر وما خفي كان أعظم، الأمر الذي يثني الشباب عن الزواج. مجتمع استهلاكي وأرجعت الدكتورة شيخة المطوع الاختصاصية الاجتماعية والمرشدة الأسرية في وزارة تنمية المجتمع، تأخر الشباب في الزواج إلى معيشة الترف التي تتمتع بها الفتاة في بيت أهلها، ما يجعلها تكتفي وتميل إلى الاستقلالية في أمور المعيشة، والعزوف عن المغامرة بتحمل المسؤولية وخوفها من فقد تلك المعيشة. وأضافت أن أساليب التنشئة التي أثرت فيها العولمة والانفتاح، الذي أدى إلى ردود فعل سلبية، فكل زوج يريد هيفاء وهبي، وكل زوجة تريد مهند، ومعرفة المرأة بحقوقها جعلتهــا تصطدم مع استحواذ الرجل ورفضهــا لسلطته المطلقة، خصوصاً إذا كانــت مبنية على ترسبــات جاهليــة لا تمــت للديــن أو الوقــت المعاصــر بصلـة. غلاء المعيشة وخلصت دراسة أجرتها هيئة تنمية المجتمع في دبي إلى أن العوامل المتعلقة بالأمور المالية هي من أكثر العوامل المؤثرة في العزوف عن الزواج أو التأخر عنه، كغلاء المعيشة وعدم توافر السكن وغلاء المهور وعدم الرغبة في تحمل الأعباء المالية للزواج، حسب ما أفاد حريز المر بن حريز المدير التنفيذي بقطاع التخطيط والتطوير الاجتماعي بهيئة تنمية المجتمع بدبي. وأضاف أنه في سؤال طرحته الدراسة على المستطلعين حول هل يعتبر الانفتاح على الحياة سبباً من أسباب العزوف عن الزواج، أجاب ما يقارب الـ70%من المستطلعين بـنعم، بينما أجاب 18%منهم بـلا، وكان جواب البقية محايداً، واللافت في الأمر أن نسبة العنصر النسائي فاقت العنصر الذكوري في الاتفاق على عامل غلاء المعيشة كعنصر مؤثر في تأخر الزواج. ولوحظ أن الإناث أقل اتفاقاً من الذكور على أن غلاء المهور يؤثر في تأخر سن الزواج، في حين إنهن أكثر اتفاقاً من الذكور على عامل عدم الرغبة في تحمل الأعباء المالية للزواج، وعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأبناء وتدخل الوالدين. توعية أفاد حريز المر بن حريز، المدير التنفيذي بقطاع التخطيط والتطوير الاجتماعي بهيئة تنمية المجتمع بدبي، أن الدراسة التي أجرتها الهيئة، أوصت بضرورة توعية الشباب في المرحلة الثانوية عن أهمية الزواج وتكوين الأسر الصالحة لبناء مجتمع متماسك ومنتج، مما يعود على جميع أفراد المجتمع بالنفع والرخاء، بالإضافة إلى تحضير الشباب للحياة الزوجية من خلال إكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لذلك من خلال المناهج الدراسية، فضلاً عن نشر ثقافة الادخار وترشيد الإنفاق والوعي المالي، وإطلاق حملات توعية عامة تهدف إلى خفض المهور ومصاريف الزواج، ووضع السياسات الكفيلة بدعم الشباب المقبل على الزواج، وزيادة تفعيل خدمات تيسير الزواج كالأعراس الجماعية بدعم من الجهات الحكومية.

مشاركة :