صرح الاستاذ رياض الصانع رئيس الائتلاف المدني الكويتي بأن تركيا تسجل أروع مواويل البطولة فلأول مرة يحدث في التاريخ ان ينقلب الشعب على الانقلابيين ،انه وعي الشعب بمساره الديموقراطي شعب ساند حكومته المنتخبة في صناديق الاقتراع وساندها كذلك في الشارع ضد الاسلحة والدبابات ، فما حدث ان فصيل من الجيش تابع لجماعة فتح الله كولن تمرد على السلطة المركزية والاختيار الحر للشعب التركي ، وعلل الجيش تحركاته بأن الحكومة الحالية قد اضرت بالديمقراطية والعلمانية دون ان تشرح بتفصيل الدوافع الاساسية لذلك التحرك ، وهو ما يقوي فرضية المؤازرة والدعم الخارجي او حتى التخطيط لذلك التحرك من طرف قوى دولية او اقليمية من مصلحتها تغيير الحكومة التركية او حتى خطر العمل السياسي لحزب العدالة والتنمية وتجميد نشاطاته وتحركاته. لكن وأمام تطور الوعي الشعبي التركي الذي وضع الديموقراطي من مقعده وتجاربه البائسة مع الانقلابات العسكرية والتي كانت تحصل على الاقل مرة كل عشر سنوات ، فقد ادرك الشعب انه لا يمكن تغيير النظام بانقلاب عسكري بل بالاحتكام للارادة الشعبية ، التي تستطيع تغيير البوصلة السياسية كلما دعت الضرورة لذلك عن طريق الانتخابات ، فالانقلابات التي اجتاحت تركيا لم تجني سوى الازمات ، كما هي عادات الانقلابات تماما مثلما حصل في العراق عندما تم اغتيال ملك لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره مع مجموعة من افضل سياسيي العراق ، فكانت النتيجة ان ساءت الامور في العراق. لقد مضى الزمن الذي تغير فيه الاختيارات الشعبية بالرصاص والقنابل ، فالشعب الواعي الذي ارتضى دستوره كعقد يربط بينه وبين الحاكم لن يستطيع العسكر تعطيله والعمل بالاحكام العرفية ، لقد عاشت تركية ليلة عصيبة لكنها سطرت بحبر من ذهب اروع البطولات فالشعب اسقط الانقلابيين ، خرج استجابة لرئيسه الشرعي واحتلوا الميادين والطرقات وسجلوا رقما قياسيا عالميا حين تمكنوا من محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط ضد الرئيس رجب طيب اردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية بعد ست ساعات فقط من بدايتها ، فلا قوة اصلب من صراخ الشعب ولا صوت يعلو فوقه ، انها الديمقراطية التركية التي تأبى غير المسار الديمقراطي منهجا له. فتحية منا للشعب التركي .