نزل مئات الآلاف من الأتراك الشوارع ليل أمس لتأكيد استعادة بلادهم من أيدي الانقلابيين. وبدأت تركيا إحصاء خسائرها أمس واليوم الذي سبقه، قبل مغامرة الرئيس رجب طيب أردوغان بالهبوط بمطار إسطنبول على رغم تهديدات الضباط المتمردين. وأعلن أمس أن 1500 شخص أصيبوا بجروح في واقعة الجمعة بين الشعب والمتمردين. كما أعلن مقتل 104 متمردين، و160 شخصاً بينهم 41 شرطياً و47 مدنياً. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إنه تم اعتقال 2839 عسكرياً منشقاً. وذكرت قناة محلية أن حكومة أردوغان عزلت أمس 2700 قاضٍ. ورحبت السعودية ودول عدة «بعودة الأمور لنصابها بقيادة الرئيس وحكومته المنتخبة وفق إرادة الشعب التركي». ولجأ ثمانية من قادة الانقلاب لليونان بطائرات عمودية عسكرية. وتوقعت صحف أوروبية أن يتجه أردوغان لإعادة العمل بعقوبة الإعدام. لكن واشنطن وبرلين طالبتا بمحاكمة الجنود المتمردين بموجب القوانين التركية الحالية. وباستثناء نزول المواطنين للشوارع، فإن تركيا لا تزال شبه معزولة من العالم، ففيما قررت بعض الخطوط الجوية الأجنبية عدم استئناف رحلاتها من تركيا وإليها، قررت شركات منها الخطوط «السعودية» وطيران «ناس» تسيير رحلات بين المملكة وتركيا، إذ جدولت الأولى خمس رحلات تنطلق اليوم، وأبلغت السفارة الأمريكية رعاياها بأن الأمن بمطار إسطنبول «تراجع كثيراً». وتظهر مقاطع مرئية انتقام المتظاهرين من الجنود المتمردين. واتهم أردوغان خصمه فتح الله غولن باختراق الجيش والشرطة على مدى 40 عاماً. وحض أردوغان مؤيديه على البقاء بالشوارع. ونددت القوى المعارضة بالانقلاب. وأكد يلدريم أن الوضع بات تحت السيطرة.
مشاركة :