إسطنبول - وكالات: تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بالقضاء على "الفيروس" المنتشر داخل الدولة، متحدثاً امام حشد من أنصاره غداة محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من العسكريين. وقال أردوغان في مسجد الفاتح خلال احتفال تكريمي لضحايا محاولة الانقلاب "سنواصل تطهير كل مؤسسات الدولة من هذا الفيروس ويا للأسف، مثل السرطان، انتشر في الدولة برمتها". وأضاف أردوغان إن الإرادة الوطنية أحبطت محاولة الانقلاب التي نفذتها "مجموعة إرهابية" يقودها كولن. وتابع إنه يجري اعتقال أعضاء في مجموعة كولن التي "خربت" القوات المسلحة من كل الرتب داخل الجيش، ودعا أردوغان الأتراك إلى البقاء في الميادين وحيا وقفتهم ضد الانقلاب الفاشل، مؤكداً العزم على متابعة ما سماه الكيان الموازي حتى النهاية. وفي كلمة أثناء تشييع بعض ضحايا الانقلاب أدّى أردوغان التحية لكل تركي وقف أمام الانقلابيين، داعياً بالرحمة لمن سقطوا دفاعاً عن بلدهم. وأكد أن أبناء الشعب التركي واجهوا الرصاص بصدورهم العارية وبكل إيمان. وأكد أن العملية الانقلابية وجدت ردّها من خلال رد الفعل الشعبي الواسع، مشيراً إلى أن الكيان الموازي أو ما سماها منظمة فتح الله جولن "تتساقط رويداً رويداً"، وأن الآلاف من أتباعها تمّ اعتقالهم. وأكد أن كل أعضاء هذه المنظمة من جنرالات وغيرهم سيتم اعتقالهم، وقال أردوغان إنه ستتم مراسلة الولايات المتحدة وأوروبا عن طريق وزارتي العدل والخارجية للمطالبة بفتح الله جولن وأتباعه، مشيراً إلى أن الدولة التركية والحكومة ستتمكن من "الدخول عليهم في جحورهم وأوكارهم كما فعلت مع عناصر حزب العمال الكردستاني". جاء ذلك بمناسبة تشييع جثامين قتلى في العملية الانقلابية بحضور أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم وعدد من كبار المسؤولين وزعماء الأحزاب والنوّاب، فيما اتهم أردوغان جماعة فتح الله جولن بتنظيم الانقلاب وتوعد بالقضاء عليه. وأقيمت صلاة الجنازة على أرواح القتلى في مسجد بأنقرة، وبينهم مدنيون وعناصر من الشرطة أثناء استهدافهم من قبل الانقلابيين، وبعضهم سقطوا في الميادين عندما كانوا يدافعون عن الشرعية. وكان نحو 265 شخصاً قد قتلوا وجرح المئات من الأشخاص في المحاولة الانقلابية التي نجحت السلطات التركية في إجهاضها والتي قادتها مجموعة من الضباط المنتسبين لمنظمة الكيان الموازي التي يتزعمها رجل الدين فتح الله جولن أول أمس الجمعة، وفق ما ذكرت السلطات التركية.
مشاركة :