استيقظ العالم على أخبار مفزعة بل إنّ بعض الدول المجاورة لم تنم طوال مساء الجمعة الماضية في انتظار ما سيحدث لتركيا، التي أعلن التلفزيون الحكومي بيان الانقلابيين الأول وما تلاه من أحداث. الانقلابات من الأخبار السيئة لدولة ديمقراطية مثل تركيا، دولة سلام وانتخابات، ودولة نصفها في أوروبا والنصف الثاني في آسيا، ودولة خلافة إسلامية حكمت العالم الإسلامي حوالي (500) سنة، مثل هذه الدولة قد يحوّلها الانقلاب إلى دولة منازعات وصدمات خاصة وسورية جارتها تحترق. الذين تهاونوا من الغربيين ممن هم جنوب وشرقي أوروبا - تهاونوا - بالربيع العربي ولم يقدروا عواقبه بدأت عواصمهم تذوق رياح التغيير، واستقرارها أشبه بحكاية (ذهب مع الريح) أو مخاوف الحرب العالمية الثانية التي لم تهدأ حتى حصدت الملايين، فالربيع العربي ليس ربيعاً للعرب وحدهم، فإنّ لأوروبا ربيعاً موعوداً، وإيران لها ربيع ينتظرها، وروسيا وآسيا الوسطى لها ربيعها، وحتى تجمعات وتحالفات مثل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي كل التكتلات لها ربيعها مثل ربيع العرب الذي اجتاز الدول وتركها عارية في أجواء السياسة المتقلبة. الحرب الأهلية في تركيا لم تكن مقبولة لأنّ تركيا مفصلية لأوروبا واحتراقها يعني احتراق أوروبا، فتجربة العرب الفاشلة والحرب في سورية واليمن وليبيا قدمت للعالم نموذجاً للدول الفاشلة والفوضى السياسية، لذا أول خطوة اتخذتها القيادة التركية المنتخبة أنها طلبت من الشعب النزول للشارع لمنع الانقلابيين من استخدام السلاح في المدن والمحافظات التركية. المخاوف من عدوى ربيع العرب مازالت قائمة وتهدد تركيا، وهي الواقعة شمال غرب بلاد العرب والتي كان يدور حولها تكهنات سياسية بما فيها التنافس السياسي والنزاعات القومية، لكن لم يدر حولها انقلابات والحرب الأهلية تؤثر على تماسك تركيا الحديثة، هذه التكهنات والتوقعات البعيدة قد لا تكون كذلك ويمكن أن تصل أي دولة في أوروبا وروسيا وإيران، وأصبح العالم حذراً في الترحيب ومساندة الانقلابات خوفاً من الحروب الأهلية التي شهدها العالم العربي. لذا تعامل العالم بحذر شديد من الساعات الأولى للانقلاب حتى مع البيان الأول، وبقى العالم ممسكاً وحابساً أنفاسه لكي لا تنزلق البلاد في الحرب الأهلية وأجواء الحروب العالمية.
مشاركة :