فاطمة عطفة (أبوظبي) تكفي جولة سريعة أمام لوحات الفنانة الألمانية أنجيليكا دالهاوس لتبين أنها لم تشغلها الطبيعة ولا موضوعات الواقع المعاصر، ولكنها ذهبت إلى أعماق التاريخ لتستلهم من المتاحف نماذج فنية من الحضارات القديمة في وادي الرفدين ومصر، وهذا ما ظهر في معرض الفنانة الذي افتتح أول أمس في صالة جاليري آرت هاب بالمصفح، وهو يضم 25 عملاً بقياسات مختلفة تظهر روائع من حضارة مصر القديمة والآثار السومرية والآشورية في العراق والبتراء في الأردن، ويستمر حتى العاشر من الشهر القادم، وجرى حفل الافتتاح بحضور صاحب الجاليري أحمد اليافعي وعدد من الضيوف المهتمين بالفن التشكيلي. يلاحظ الزائر أن الفنانة حافظت في رسومها على الشكل التراثي، لكنها أضفت على ألوانه لمسات عصرية، مثل لوحة «النعامة» أو «الحصان المجنح» المقتبس عن الآثار الآشورية، وحين التقتها «الاتحاد» وسألتها عن ذلك التغير في ألوان اللوحات، قالت: إن تقادم الزمن يترك أثره على جميع الأشياء لتصبح عتيقة كامدة، لذلك رأيت أن أغير بالألوان وأعطيها من أفكاري ورؤيتي الفنية لتترك في نفس المشاهد انطباعاً مغايراً عن مظهرها القديم، لكني وضعت صورة فوتوغرافية صغيرة عن الأصل في أسفل اللوحة، كما ترين. وعن المواد التي استخدمتها أنجيليكا في هذه اللوحات أوضحت أنها ترسم بالألوان المائية مع مواد ناعمة من الطبيعة، ومنها طحين الأحجار والاستفادة من المنحوتات الحجرية لتعكس الروح التاريخية الحقيقية بلمسة حديثة. وعن الدافع وراء اهتمام الفنانة بالمتاحف وآثار الحضارات القديمة في البلاد العربية قالت: «عندي مكتبة في ألمانيا، ودائماً أطلع على التاريخ القديم وما فيه من تحف أثرية». يشار إلى أن الفنانة أنجيليكا دالهاوس تمتاز بتجربة تشكيلية مهمة تمتد نحو ثلاثين سنة، وقد أقامت معارضها الفردية في أماكن متعددة من العالم، مثل نيويورك وباريس وبكين والعديد من العواصم الأوروبية الأخرى، إضافة إلى أبوظبي ودبي.
مشاركة :