في الأمس القريب قـامت شرذمة بسيطة في تركيا الدولة الإسلامية بالانقلاب على الشرعية ومحاولة الاستيلاء على السلطة وتغيير الحكم ونشر الفوضى وزعزعة الأمن وإدخال تركيا في نفق من الصراعات السياسية والقومية والدينية، وإرجاعها إلى ما كانت عليه في عقود مضت، تركيا التي فرضت مكانتها الإقليمية والدولية على الصعيد الإسلامي والأوروبي والعالمي. لم تمر هذه المكانة على الشعب التركي رغم اختلاف الديانات السماويـة وأحزابه وأعراقه، الذي أدرك حُب الوطن ومكانته وأمنه والرقي به إلى مصاف الدول العظمى، فخرج مسرعا ملبيا نداء رئيسه بالخروج مواجها تلك الدبابات والطائرات، رافضا أي مساس لأي جزء من وطنهم المعطاء لهم بالحب والأمان، وفاء للوطن ولرئيسه البطل إردوغان. الرفض الشعبي الذي أتى من كافة أطيافــه ومن كل أحزابه رغم اختلافاتها في تركيا بداية من الرئيس السابق "عبد الله قول" الذي دعا للوقوف مع إردوغان، ودعا الشعب للمبادرة بالخروج، موقنا أن نجاحه هو أو خسارة غيره لا تهم بقدر مصلحة أرض تركيا أولا وشعب تركيا ثانيا، وهذا دليل على وحدتهم لحب الوطن، وخوفهم عليه من تزعزع الأمن والأمان من الداخل قبل الخارج. ليتك تعلمت الدرس يا صالح! وكُنت عونا ومعينا على الحفاظ على اليمن السعيد الذي بات مصرعا داخليا دمويا، مما أدى إلى يمن ممزق، تعيس تسوده الفوضى. ألا يخجل أنصار علي عبدالله صالح والحوثيون ممن دعموا الانقلاب في بلادهم، الذين قدموا مصالحهم على مصلحة أرض اليمن، وعليهم أن ينظروا كيف فعل الشعب التركي الذي رفض الانقلاب وتمسك بالشرعية. الفرق هنا واضح، متــى ما أراد الشعب كأفراد الحفاظ على وطنهم وأمنهم والوقوف مع رئيسهم وولاة أمورهم وإظهار الحب والولاء للوطن والرئيس؛ تصنع تلك الإرادة وطنا قويا لا تمزقه الصراعات والخلافات من الداخل أو الخارج.
مشاركة :