لا يعلم أبو طارق سعادة أخي المهندس محمد النغاش مدى المعروف الذي أسداه لي، لما دعاني لحضور لقاء مع موظفي الشركة ومن أهالي ينبع، والتعرف على مصفاة سامرف بينبع المملوكة لشريكين عملاقين أرامكو السعودية وشركة إكسون موبايل الأمريكية، ويديرها شباب سعودي بكفاءة عالمية. والمصفاة تحفة تقنية في عالم المصافي، وتتربع على مركز متقدم على بقية مصافي العالم. ووضعت أثرا صناعيا وعلميا وعمليا وحتى مركزًا دوليًا لمدينة ينبع، بل للمحافظة كلها. على أن أثر الدعوة لم يقتصر على زيارة المصفاة بل طلب محافظ المنطقة سعادة الأخ مساعد السليم (أبو فيصل) يوما إضافيًا لتتاح الفرصة لموضوع مهم جدا وهو قوة الحركة التطوعية في المحافظة، ومساهماتها اللامعة الميدانية في نقل الواقع الحاضر إلى واقع أفضل. واسم أبو فيصل يتردد في كل زوايا المحافظة، وقد زرت مراكز وهجرا في دائرة مئات الكيلومترات، ويتفق الجميع بكل المستويات على هذه الجملة: (لما جاء أبو فيصل دعمنا وشجعنا وأحيا الحماسة في نفوسنا) فلا يلمني أحد حين لقبته بالمحافظ الخارق. إن أبا فيصل إمّا أنه قائد موهوب، أو أنه مفتون بحب ينبع وأهلها.. وما أحسبه أنه يجمع الصفتين معًا. إن العمل الخيري غيّر وجه المحافظة وما زال يفعل، لقد رأيت وأُخبرت عن أقوام يعيشون في القفار وفي كهوف الجبال، وبدأت خطة طموحة لإسكانهم، وقد رأيت مندهشا ومعجبا وفخورا مجمعات سكنية (ساهمت فيها أيضا مصفاة سامرف) بعشرات الوحدات في هِجَر متناثرة في البيداء، وكأنها شاليهات أو منتجعات في العراء وبالكهرباء والماء والتمديدات والتأثيث الأساسي. وتصوروا كل وحدة تتكون من خمس غرف وبأحسن المواصفات ومجانا. وقدموا بيسر احترافي ما يصعب على غيرهم عمله. فمن سيسكنونها، وكأنهم سينتقلون لعالم الأحلام. أقف مفتخرا بموظفي سابك، الذين من حر أموالهم مع دعم مالي ايضا من الشركة أسسوا صندوقا حيويا يتحرك الآن بمئات الملايين، ومشاريعهم، الإسكانية في ينبع وباقي مناطق المملكة. وأمين هذا الصندوق رجل أسطوري، في النزاهة والإنسانية والذكاء العملي، والذي يقف بنفسه على مقاولي المشاريع الإسكانية وقد كرس كل وقته بل بقية حياته من أجل أن يتطوع لرفع المعاناة عن المساكين، وكأنها مسؤوليته الخاصة، وهو الفاضل سليمان الحصين (ابوتميم).. مساك الله بالخير يا أبا تميم.
مشاركة :