محمد القدهي.. هكذا عرفته - خالد بن حمد المالك

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 61
  • 0
  • 0
news-picture

خمسة وأربعون عاماً كنا معاً في نسب وسفر ومناسبات تتكرر، فعرفت فيه الكثير من السجايا والصفات، النبل والشهامة والخلق واللسان الذي لا ينطق إلا بما هو جميل، ذلك هو محمد بن عبدالله القدهي، الذي كان في حياته ينأى بنفسه من أن يستغيب الآخرين بما يؤذيهم، أو يتحدث عنهم بما لا يحسن قوله، فهو رجل فاضل، محب للآخرين، يطوي صفحة كل ما يعتقد أنها معلومات أو انطباعات أو أقوال لا فائدة فيها ولا مصلحة في الحديث عنها. *** أنيس في مجلسه، صاحب مداعبة، وابتسامة، وذكريات جميلة، سخي وكريم، ذو علاقات محدودة بالناس، وقناعة تامة بما خصه الله به من مال، وعمل، وحياة أسرية، فعاش حياته لا ينظر للآخرين بما هم عليه، مكتفياً بما عنده، وصابراً بما هو عليه، بإيمان من يعرف أن هذه إرادة الله، ومن كان من الله فلا تبرم منه، ولا شكوى ورجاء إلا له. *** أكمل الفقيد تعليمه الجامعي في ألمانيا، وكان من أوائل الشباب الذين عملوا في التلفزيون السعودي في بداية تأسيسه مصوراً فرئيساً لقسم التصوير، إلى أن بلغ السن القانونية فأحيل إلى التقاعد بقوة النظام رغم حاجة عمله إلى كفاءة مثله، وأمضى بقية حياته سعيداً مع زوجة صالحة شاركته الحياة بسعادة رغم كل ما كانت تعانيه من تقلبات صحية طيلة ارتباطهما. *** كانت لأبي عبدالله - رحمه الله - علاقة صلة حميمة مع أبناء عمه، ومن لا يعرف أنهم أبناء عمه سوف يعتقد أن هؤلاء أشقائه، بحسب ما يراه من حسن التعامل، واستمرار التواصل، ومظاهر التودد، وأسرة القدهي أسرة على جانب كبير من التراحم والتواد وطيب المعشر، ولهذا فقد حزن أفرادها كثيراً وهم يفقدون أحد من كان شمعةً في مجالسهم ونوراً مضيئا في حياتهم، فلهم أجمل العزاء. *** أما مع أنسابه أسرة الزامل، فقد كان نعم الرجل في ارتباطاته بهم، في السفر، في المناسبات، وفي الزيارات، فلا يغيب عنهم ولا يتخلف عن مناسباتهم، حاضر دائماً في مجالسهم، منذ ارتباطه بابنتهم نورة بنت صالح الزامل. *** فإلى زوجة الفقيد نورة الزامل أقول لها: مثلك من عليه أن يفتح صفحات الذكريات الجميلة، حيث كانت معاملتك وخدمتك لزوجك الوفي المرحوم على النحو الذي يجعلك اليوم ترضين عما كنت تقومين به، ليخفف ذلك من لوع الفراق والحزن، فقد كنت به بارة كما هو بك، وكنت له مخلصة كما كان هو يفعل، وكنتما نعم الزوجين في الإيثار والتواد والتراحم. *** رحم الله الصديق الحبيب، القريب إلى النفس والقلب، كريم السجايا، دمث الخلق، الرجل الذي لم أسمعه ذات يوم يتفوه بقول لا ينبغي أن يقال، أو يستغيب أحداً بما لا يجوز، فهو محب للجميع، لا يذكر عن الآخرين إلا محاسنهم، ولا يقول فيهم إلا ما يرضيهم ويعطي أحسن الانطباع عنهم. *** عزائي إلى زوجته والغاليات مشاعر ولمياء وأسرتي القدهي والزامل كافة، وإلى زملاء وأصدقاء ومحبي محمد بن عبدالله القدهي، رحمه الله رحمة واسعة، وعوَّضه داراً خيراً من داره، وجعل مكانه الجنة ونعيمها بين المتقين.

مشاركة :