أين مصداقية الإعلام العربي؟ - مقالات

  • 7/19/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انقلاب 15 يوليو في تركيا، كشف لنا عدم مصداقية الإعلام العربي، وذكّرنا بإعلام نكسة 67، أو ما يسميه إخواننا المصريين «الوكسة»، (إعلام حقائق وتطمسها أكاذيب، إعلام حب وقول، وابغض وقول، وادفع وانا أقول، وابخل ويا ويلك). قنوات صورت الانقلاب منذ الدقائق الأولى بأنه ثورة للجيش على حكومة حولت الشعب من العبودية إلى الحرية، ومن العوز إلى الرفاه، حكومة غيرت البلد من العلمانية الظالمة إلى الحرية الدينية. وبعد ما فشل الانقلاب خلال ساعات لا أكثر بيد الشعب، بدأت تتكلم هذه القنوات عن كيف أن السلطة الشرعية تعتقل الناس بالآلاف، وهم يرون حكوماتهم تقتل الناس وتعتقلهم وتهجرهم بمئات الآلاف. وإعلام آخر أظهر رجب طيب أردوغان من رئيس جمهورية إلى قائد الهي ملهم، يكاد يكون معصوماً من الخطأ، وأن أعضاء حزبه صحابة، بل وأعطوه الحق في ما يريد فعله ببلده، إلى أن طالبوه بتغيير الدستور والقانون لإعدام مخالفيهم. لا خوف على أردوغان من المعارضة، بل الخوف عليه من نفاق الإعلام وتهويله لحقيقته، ولفكره السياسي، فيصبح لدينا صدام آخر وأسد ثانٍ، وغيرهما من الطغاة الذين جثموا على صدورنا عشرات السنين، وبدأوا بتوريث الحكم لأبنائهم، حتى أنهم قاموا بتسمية الرئيس أردوغان، بالسلطان. إن الشعب التركي لم يخرج لإسقاط الانقلاب حباً بأردوغان وحزبه فقط، بل لأنه عانى من حكم العسكر مرات عدة. الإعلام الوحيد الذي أظهر شيئاً من المصداقية والحياد، هو الإعلام الكويتي، فلم يظهر انحيازاً لطرف دون آخر، أو يستبق الأحداث ويُصدر أحكاماً مسبقة، ويقابل خصوم هذا أو ذاك، ويدخلنا في دوامة نحن في غنى عنها. فقد كانت تهنئة سمو أمير البلاد - حفظه الله - للحكومة الشرعية بفشل الانقلاب، ثم تلتها تهنئة المهندس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة أيضاً، هما الموقف الرسمي والشعبي للكويت. وعلينا جميعاً ككويتيين أن نتمسك بهذين الموقفين، ونبتعد عن المزايدات والمهاترات، وإسكات جوقة «معاهم معاهم عليهم عليهم، واكتب الشيك وشوف افعالنا». فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، وقد رد عليهم الشعب الكويتي بما يستحقون من كلام، سواء كانوا من المؤيدين أو المعارضين للانقلاب، فنحن دائماً مع الشرعية أينما كانت.

مشاركة :