لنكن صريحين ومن غير لف ودوران، فنحن أمة ابتليت فيها الكرة الأرضية ولم نقدم لها أي شيء يذكر لأكثر من مئة عام تقريباً، فلا حضارة ولا صناعة ولا حتى أنقذنا روحاً بشرية واحدة. بل على العكس صدرنا الحسد والكذب وخيانة الأمانة والرشوة، فأغلب العادات السيئة تجد وراءها عربي.. باختصار هذا هو حال الأمة العربية، فلا عاشت ولا دامت، ومتى ما حصل العربي على جنسية أجنبية، تراه يتصدر الجوائز العالمية! فمعظم حكوماتنا لا تحترم شعوبها، وتعاملهم بالمثل... وأول ما تحرص عليه توفير الراتب والمأكل والمشرب وفخار يكسر بعضه، فلا تنمية ولا تعليم ولا صحة ولا حتى احترام للنفس البشرية في الكثير من المواضع. لهذا لا أستغرب أن تثور الشعوب عندما تحين لها الفرصة، والمصيبة أن معظم حكوماتنا تتغنى بالعدالة والمساواة واحترام الأديان والعمل على نهضة الشعوب، وكل هذا كذب ودجل، فهي كحال مدارسنا التي تردد في طابورها الصباحي، تحيا الأمة العربية، والأولاد غير مدركين أو مستشعرين لهذه التحية. فلا يوجد على أرض الواقع ما يوجب التحية والاحترام لهذه الأمة، ويشعر بذلك الطالب عندما يكبر فيستغفر ربه إنه كان غفاراً... لدينا في الكويت، مؤسسات علمية وبحثية وبيئية، من شأنها أن تطور بلدنا، لكنها مع الأسف أسندت إداراتها في الغالب بنظام المحسوبية أو على طريقة (الأقربون أولى بالمعروف)، ولا أستغرب أن تتبخر ميزانياتها بلا نتائج ملموسة... العديد من الدول العربية لا تختلف عنا في شيء، ولديها ميزانيات كبيرة تصرف أغلبها على العسكر لقمع أي صوت معارض. يعاني العربي في أغلب مجتمعاتنا المترامية من الظلم والقهر، وسامح الله المناضلين العرب الذين تسببوا في خروج المستعمر الأجنبي حتى وصل مستعمر عربي منا وفينا فعل ما لم يفعله الأجنبي من بطش وقتل. على سبيل المثال لو كان أوباما في أحد مجتمعاتنا العربية لما ظهر اسمه وذاع صيته، وبرأيي لو أنه كان في الكويت لبقي طوال حياته بدون وأولاده عاطلين عن العمل. يا سادة يا كرام، بغير الإسلام لن تقوم لنا قائمة والعمل بشريعته يجعلنا مجتمعات متطورة في المجالات كافة. إضاءة: إني هنا لا أنتقد المسلمين العرب ولكني انتقد العرب المسلمين الذين بدلوا دين الحق بدين الباطل. meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :