عقد أمس، في مقر سفارة فلسطين في بيروت إجتماع موسع لقيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، في حضور المشرف على الساحة اللبنانية، عضو اللجنة المركزية رئيس مفوضية العمل الوطني الفلسطيني عزام الأحمد وأمين سر قيادة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، جرى خلاله تأكيد «استمرار العمل وبذل الجهود من أجل تعزيز الأمن والإستقرار والوحدة بين كل القوى الفلسطينية. ويأتي الاجتماع على خلفية التطورات الأخيرة التي شهدتها مخيمات فلسطينية لجهة التحاق فلسطينيين من مخيمات لبنان بتنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» ومقتل عدد منهم في سورية، ورصد الأجهزة الأمنية اللبنانية معلومات جديدة في السياق. وأشاد المجتمعون بـ «الإجراءات التي اتخذت في المخيمات خلال الشهور الماضية، خصوصاً شهر رمضان، لتعزيز الأمن والاستقرار في المخيمات، لا سيما في مخيم عين الحلوة حيث يسود الهدوء والأمن والاستقرار». وأكد المجتمعون أن «المخيمات كانت وستبقى ضد الفتنة والتطرف والتعصب، وستحافظ على وجهها وطابعها الفلسطيني والعربي، وستبقى البوصلة في اتجاه فلسطين»، رافضين «كل أشكال التحريض من قبل بعض وسائل الإعلام ضد المخيمات»، ومشددين على ضرورة اعتماد المهنية والموضوعية والإبتعاد عن التهويل والإثارة والتخويف والترهيب، خصوصاً في ما يتعلق بمخيم عين الحلوة، وعدم تصوير المخيمات وكأنها مأوى للإرهابيين الخارجين على القانون». لقاء المشنوق وعصراً التقى الأحمد يرافقه السفير دبور وأبو العردات، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقال: «اللقاء في إطار التنسيق الدائم بين القيادة الفلسطينية والقيادة اللبنانية، لدرس المشاكل التي تواجه المخيمات الفلسطينية من كل الجوانب، وفي مقدمها الأمنية، والتنسيق في التحرك والخطوات المشتركة لضمان استقرار الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية، وقطع الطريق على محاولات استغلالها بأي شكل للمس بالأمن الداخلي للمخيمات ومحيطها اللبناني، وأيضاً مناقشة حاجات هذه المخيمات المعيشية والإدارية، ومعالجة هموم أبنائها بما يوفر لهم حياة كريمة تبعدهم عن محاولات الاستغلال». وأشار إلى أنه «تم الاتفاق على مجموعة خطوات تخدم هذه القضايا في شكل وأهداف مشتركة لبنانية فلسطينية»، مؤكدين «التنسيق المستمر بكل الأشكال في إطار القانون اللبناني من أجل قطع الطريق على محاولات تدمير السلم الأهلي في لبنان». وعما يتردد عن تحركات تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة في بعض مخيمات لبنان وتحديداً في مخيم عين الحلوة؟ أجاب: «هذا بند دائم على جدول أعمالنا المشترك، وكما جاء في الكلمة التي وجهها قبل أيام الرئيس أبو مازن في تخريج الدورة الخاصة لعناصر من الأمن الوطني الذين يتولون حفظ الأمن في المخيمات الفلسطينية، أن ما نقوم به من خطوات يهدف لإعادة تنظيم وتأهيل هذه العناصر وهي تتم كلها بتنسيق كامل مع الأجهزة والمؤسسات الرسمية اللبنانية وفي مقدمها وزارة الداخلية وبالتنسيق أيضاً مع قيادة الجيش والمؤسسات الأمنية المعنية في هذا المجال»، وأن محاولات استغلال المخيمات وخصوصاً عين الحلوة لم تتوقف ولكن نحن مرتاحون على رغم زيادة هذه المحاولات». وأكد الأحمد أنه «حتى الآن نجح التنسيق اللبناني الفلسطيني في قطع الطريق على القوى المتطرفة في أن تكرر تجربة مخيم نهر البارد، وأننا لن نسمح لا نحن في منظمة التحرير ولا الدولة اللبنانية بتكرار ما حصل، لذلك التنسيق قائم وهذا بند مطروح دائماً على جدول الأعمال». وزاد: «هناك ارتياح لدى المؤسسات اللبنانية كلها بما فيها وزير الداخلية. ولكن الحذر يجب أن يبقى قائماً والأعين ساهرة على أمن واستقرار المخيمات، ذلك أن محاولات ضرب استقرار أمن لبنان جزء من المخطط المعادي لأمتنا العربية، من هنا يجب علينا أن نبقى حذرين ويقظين للتصدي له». وكان الأحمد، يرافقه رئيس الإدارة العسكرية اللواء يوسف دخل الله، توجها الى مخيم الرشيدية في منطقة صور لرعاية تخريج الدورة العسكرية الرابعة التي تنظمها قوات الأمن الوطني في معسكر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المخيم، والتي تضم 145 خريجاً، بمشاركة سفير فلسطين أشرف دبور وأبو العردات، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب. وبحث الأحمد مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين سبل تحصين الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية، خصوصاً مخيم عين الحلوة، في ضوء المخاوف من توتير قد يطاول الساحة اللبنانية انطلاقاً من المخيمات. تلاسن وإطلاق نار وفي موازاة الاجتماع، وقع أمس، أشكال بين أحد مرافقي إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود وشخص من انصار «الجماعة الإسلامية» في ساحة القدس في صيدا. وذكرت «المركزية» أن «اثناء مرور موكب للسيارات تضامناً مع تركيا ورفضاً للانقلاب، حصل تلاسن بين شخص في الموكب وأحد مرافقي حمود أمام منزله في ساحة القدس وسمع إطلاق نار في الهواء. وتدخلت القوى الأمنية وجرت اتصالات بين فاعليات المدينة لحل الإشكال، وأكملت المسيرة طريقها وعاد الهدوء الى المنطقة. وأوقفت مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، الفلسطيني محمد عويد الملقب بـ «أبو العباس» في محيط مخيم عين الحلوة وهو مطلوب بموجب مذكرات توقيف في قضايا أمنية.
مشاركة :