تتقدم قوات الجيش العراقي ببطء نحو معاقل «داعش» في الضواحي الجنوبية للموصل، وتمكنت أمس من الوصول إلى قرى في ناحية القيارة بعد أيام على سيطرتها على قاعدة عسكرية استراتيجية في المنطقة. وأعلنت «قيادة العمليات في نينوى» في بيان أمس أن «قوة من اللواء المدرع 37 واللواء 72 التابع لفرقة المشاة يساندهما الحشد العشائري، قامت صباح اليوم (أمس) بتطويق واقتحام قرية العوسجه من ثلاث جهات وخاضت معركة دامت أقل من ساعتين حسمت برفع العلم الوطني فوق مباني القرية وخلفت أشلاء وجثث الدواعش على الأرض». وأضافت أن «الأجهزة الأمنية قتلت 14 إرهابياً خلال محاولة هروبهم عبر أنفاق في قرية الجدعة، كما استهدفت المدفعية رتلاً لعجلات التنظيم في المنطقة وأحبطت أربع هجمات انتحارية بعربات مفخخة قبل وصولها إلى الهدف»، ودعت «سكان المناطق إلى التكاتف والاستعداد لتحرير مدنهم ومساندة القوات الأمنية». جاء هذا التطور بعد ساعات على «إحباط الجيش هجمات انتحارية شنها داعش، مستخدماً زوارق مفخخة لتدمير جسر القيارة العائم على نهر دجلة». إلى ذلك، نقلت وزارة الدفاع عن رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي قوله، خلال تفقده قيادة عمليات نينوى، إن «نصب الجسر العائم مشروع استراتيجي مهم يؤمن المناورة بين المحورين الشرقي والغربي ويساعد في توفير أكثر من خط إمداد للقطعات عبر المحور الغربي»، وأكد أن «العمليات في جنوب الموصل هي في إطار خطة كبرى تستمر إلى نهاية العام إلى حين تحرير كامل نينوى، والعدو يعيش انهياراً وهو غير قادر على مسك الأرض». وعن الأوضاع داخل الموصل، قال نشطاء من نينوى نقلاً عن شهود عيان أن «ظهور عناصر التنظيم في المدينة تقلص إلى أقل من 50 في المئة بفعل تراجع معنوياتهم وإرسال أعداد كبيرة منهم إلى مناطق القتال، وأن حاجز الخوف انكسر لدى السكان، حيث سجلت صدامات بينهم وبين مسؤولي شرطة الحسبة التابعة للتنظيم»، وأكدوا أن «السكان بدأوا بخرق علني لقوانين وتعليمات التنظيم التعسفية». من جهة أخرى، اتهمت محافظة صلاح الدين الحكومة بالتباطؤ في تحرير قضاءي الشرقاط والحويجة، وبأنها لا تستشير المسؤولين المحليين، فيما طالب مجلس العشائر في المحافظة بإغاثة النازحين الذين يعانون ظروفاً قاسية بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقال رئيس لجنة الأمن في المجلس جاسم جبارة لـ «الحياة» إن «ذلك تسبب في الكثير من المشكلات وتسببت محاصرة الشرقاط وقطع الطرق إليها بمجاعة داخل المدينة التي تفتقر إلى الزراعة والصناعة وحتى أبسط مقومات الحياة وتتعرض لانتهاكات تنظيم داعش». وأضاف: «الحشد الشعبي من أبناء الشرقاط (شمال صلاح الدين) مستعد للتحرير وعلى الحكومة الإسراع في العملية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحويجة (جنوب كركوك) التي تحتاج إلى توافق بين الأكراد والتحالف الدولي والسلطات العراقية بأسرع وقت لإنقاذ الأهالي». إلى ذلك، دعا الناطق باسم مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين مروان ناجي الحكومة إلى الإسراع في تحرير المدينتين، وقال لـ «الحياة» إن «لا مبرر للتأخير فالأهالي مع الجيش والحشد الشعبي وليسوا مع داعش». وأكد أن «على السلطات المسؤولة إغاثة نازحي الشرقاط في مخيمات تكريت وبيجي وعدم تناسيهم، خصوصاً أنهم اضطروا إلى الفرار وسط ظروف صعبة، وأن درجات الحرارة مرتفعة جداً ولا توجد مساعدات كافية». من جهة أخرى، أوضح محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله عبد أن «أهالي الشرقاط يحاصرهم تنظيم داعش منذ فترة طويلة، والكثير من الأطفال والنساء والشيوخ في مركز القضاء أصيبوا بأمراض مختلفة كالحساسية الجلدية والجفاف والجرب»، مطالباً المنظمات الدولية الصحية والإغاثية بحصر المساهمة في إغاثتهم. والشرقاط هي آخر معاقل «داعش» في صلاح الدين وكانت تتلقى المواد الغذائية من الموصل، لكن الجيش قطع الاتصال بين المدينتين الشهر الماضي بعد سيطرته على قاعدة القيادرة العسكرية.
مشاركة :