بيروت – الوكالات: قتل 56 مدنيا على الأقل، بينهم 11 طفلا، فجر الثلاثاء في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف قرية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة حلب أيضا، وثق المرصد السوري مقتل 12 مدنيا في قصف «يعتقد أنه روسي» على بلدة الأتارب في الريف الغربي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «استهدف قصف التحالف الدولي فجر اليوم أطراف قرية التوخار في شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن مقتل 56 مدنيا، بينهم 11 طفلا». وأشار عبدالرحمن إلى أن السكان «كانوا يحاولون الفرار من اشتباكات بين تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية في القرية». ولفت إلى إصابة العشرات بجروح أيضا نتيجة القصف الجوي، مضيفا: «قد يكون ما حصل بالخطأ كون طائرات التحالف الدولي تستهدف الجهاديين في محيط القرية» التي تبعد 14 كيلومترا شمال مدينة منبج. وقال التحالف الدولي إنه: «شن غارات جوية قرب منبج مؤخرا»، مشيرًا إلى انه ينظر في مدى صحة تقارير تتحدث عن مقتل مدنيين. وأسفر قصف للتحالف الدولي الإثنين أيضا، وفق المرصد، عن مقتل 21 مدنيا، هم 15 في مدينة منبج وستة في قرية التوخار. ووفقا لعبدالرحمن فإنّ قصف التحالف الدولي مستمر على منبج ومحيطها منذ 31 مايو، تاريخ بدء هجوم قوات سوريا الديمقراطية لطرد تنظيم داعش من المنطقة. ووثق المرصد السوري منذ ذلك الحين مقتل 160 مدنيا، بينهم 40 طفلا، في قصف للتحالف الدولي على منبج وريفها. وتتواصل الاشتباكات داخل مدينة منبج إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم ببطء ولم تسيطر حتى الآن سوى على «25 في المائة منها»، وفق المرصد. وأعلن التحالف الدولي في بيان أمس الثلاثاء أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت الأحد على «مركز قيادة» تابع لداعش في غرب منبج، مشيرًا إلى أن تلك القوات تمكنت أيضا من السيطرة على «جزء مهم من المدينة» ما فتح المجال أمام المدنيين للفرار. على جبهة اخرى في محافظة حلب أيضا، تسعى قوات النظام السوري إلى تثبيت مواقعها في شمال مدينة حلب بعد يومين على إحكامها الحصار على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بعدما قطعت بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى تلك الأحياء التي يقطنها أكثر من مئتي ألف سوري، بحسب المرصد. ودارت الثلاثاء اشتباكات رافقها قصف جوي في محيط مخيم حندرات شمال المدينة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وقوات النظام التي تسعى إلى السيطرة عليه. وفي ريف حلب الغربي، أفاد المرصد السوري عن مقتل « 12 مدنيا على الأقل، بينهم طفلان، في قصف جوي يعتقد أنه روسي» على بلدة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة. وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة قرب دمشق، افاد المرصد عن مقتل «عشرة مواطنين» في قصف جوي على مناطق عدة، بينها حرستا وبيت سوى ودوما. وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، ثم تطور لاحقا إلى نزاع متشعب الأطراف، أسفر عن مقتل أكثر من 280 ألف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :