كيف لجسد مهما كانت قوته أن يتحمل ضربات موجعة من كل جانب، وكيف لأب أن يتحمل عقوق أبنائه وغدر الزمان به رغم عطائه اللامحدود؟!. عن أبو الفنون نتحدث، ومع أزمات تنهش جسده، وعقبات تعترض طريقه تقف الخشبة حائرة، فالآهات لم تعُد تجدي نفعاً، والسنوات الطوال التي أعطى فيها ولم يأخذ لم تنتصر له. من أزمة إلى أخرى، يتنقل المسرح ليَحُطَّ على أرض مملوءة بالأوجاع، فبين دعم خجول، وحسابات سيطرت عليها العملة النقدية، وطغى عليها التفكير المادي، وسَعْي وراء جوائز قضى بريقها على هموم الناس وآلامهم، ونقد قاصر يراوح مكانه، يقف أبو الفنون منهك القوى، يصارع من أجل البقاء، في زمن سيطر عليه التلفزيون ليسلب منه مبدعيه وأدواته، وابتعد صناعه فيه عن قضايا الشارع والواقع، مستعرضين عضلاتهم في غير موقعها، ليكون النتاج جمهوراً أدار ظهره للمسرح ومضى. البيان وضعت يدها على الجرح، في جولة دارت فيها على هموم المسرح وأوجاعه، واستقت من المختصين والمسرحيين وعشاق الخشبة جراحاً يعانيها أبو الفنون في صمت. أكد البحريني عبد الله ملك، رئيس مهرجان أوال المسرحي، أن أزمة أبو الفنون تكمن في غياب المسرحي الذي يحمل هم المسرح، وقال: اختلفت أولويات الفنان، إذ أصبح غير متفرغ للمسرح، بل لأمور أخرى، ولم تعد النيات نزيهة أو صادقة أو عفوية، وطغى التفكير المادي على الكثيرين، واحتل مساحة كبرى، لنجد التلون في الحضور والمشاركات، فأصبح هناك من يشارك من أجل المكافأة أو السفر أو الهروب من الوظيفة، وتحولت المسألة إلى حسابات يحكمها الدولار والعملة النقدية. ووضع ملك يده على مكامن الوجع، فقال: مع الأسف، هناك مهرجانات مسرحية مخصصة لطلبة المعاهد يغيب عنها الطلاب أنفسهم، ومهرجانات أخرى مدرسية لا نجد فيها إلا حضوراً ضعيفاً من قِبل عدد قليل، وهذه مشكلة حقيقية. ونوه إلى ضرورة التعامل مع المسرح بنضج ووعي، لتقديم الرسائل بجرأة وقوة، مع ضرورة وجود رقيب ذاتي يقوم بدوره. وتحدث ملك عن الافتقار إلى الدعم، لافتاً إلى أن ذلك مشكلة حقيقية تواجه المسرح، وقال: من خلال خبرتي في المجال، بصفتي رئيس فرقة مسرحية ورئيس مهرجان أوال في البحرين، أصبحنا نستشعر مدى حاجة الفرق المسرحية إلى دعم، فعندما نستضيف فرقاً خارجية نُفضِّل انتقاءها من الخليج، لأن الفرق الخليجية تكون مدعومة بتذاكر السفر من قِبل دولها، فيما يتكفل المهرجان بتوفير تكاليف الاستضافة والمعيشة والمواصلات، على عكس الفرق العربية التي تعاني افتقار الدعم، وفي حال اضطررنا إلى استضافة عرض قوي، نضطر إلى انتقاء عمل مسرحي محدود العدد، وذلك لأن من يُقيم المهرجان فرقة مسرحية وليس الدولة نفسها. استعراض عضلات هَمٌّ كبير تردد صداه بين كلمات المخرج المسرحي ناجي الحاي الذي لخَّص أوجاع المسرح في قوله: أبو الفنون يفتقر إلى المسرحي المثقف، ويحتاج إلى إعادة النظر في المُنتَج المسرحي الذي يُقَدَّم فيه، فإذا تم العمل على تقديم مُنتَج قادر على البقاء، فبإمكان المسارح أن تعتمد على نفسها، ولا تقف عند حدود الدعم، وما يشهده المسرح من دعم من قِبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لا يمكن وصفه إلا بالرائع، فـ أيام الشارقة المسرحية تكمن روعتها في اهتمام وحرص صاحب السمو حاكم الشارقة بحضوره ورعايته والالتقاء بالمسرحيين للتعرف إلى همومهم، ودعوة المبدعين إلى المشاركة فيه، لكن برأيي أن على شباب المسرح أن يضعوا نصب أعينهم أن المسرح ليس مجرد مهرجان، وهو ما يستدعي منهم المواصلة حتى تستمر الخشبة في الحياة طوال العام. وأضاف: يجب ألا نفكر في الدعم فقط لنعلّق كل جوانب القصور عليه، فالأهم أن نركز على تقديم منتَج قادر على تسويق نفسه، ومع الأسف كثير من المسرحيين يفتقدون الثقافة، لدرجة بات فيها عدد المسرحيين المثقفين قليلاً، وأستغرب أن المخرجين القدماء أكثر ثقافةً واطلاعاً من الجيل الشاب الذي تتوافر له اليوم جميع وسائل التواصل والثقافة والمعلومات، وهذا يستدعي وقفة لمعالجة مكامن الضعف والقصور. واستنكر الحاي تركيز بعض المسرحيين على الجوائز، وقال: شغلت الجوائز في الدورات الأخيرة من المهرجانات تفكير الكثيرين، وهذا الأمر أساء للمسرح، وبرأيي أن الأعمال التي تحصد الجوائز لا ينبغي أن تكون جامدة أو منفرة، فاستعراض العضلات فيها يسيء إليها أكثر مما يضيف، وهو ما ينفّر الجمهور، ولذا أطالب المسرحيين بالاستمرار في تقديم عروض قوية، والتنافس في كسب قلوب الجمهور بالتعبير عن همومهم وقضاياهم، وهذا هو المكسب الحقيقي. حالة خاصة ذكر الفنان أحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، أن من ينشأ في أحضان المسرح لا بد أن يكبر حبه معه، وقال: هناك أشخاص عاشقون للمسرح ومخلصون له، هؤلاء هم أبناؤه الذين نشؤوا في أحضانه وتأسسوا مع الفرق المسرحية وكبروا على خشبته، ومهما أخذتهم الحياة بانشغالاتها يبقون مخلصين له. وعن علاقته بالمسرح، قال: برغم انشغالاتي في مجال الدراما والتلفزيون، فإنني شغوف جداً بالمسرح، وأرتبط معه بعلاقة حب تولّد في داخلي حالة خاصة، ولا يرضي غروري سوى الوقوف على خشبة أبو الفنون، وفي حال لم تُتَح لي فرصة المشاركة في عمل مسرحي في أحد الأعوام، أعمل جاهداً للمشاركة في العام الذي يليه، حتى إن صرفت من جيبي لأرضي هذا الغرور الموجود في داخلي بصفتي فناناً مسرحياً. وأكد الجسمي أن الدراما تمنحه الفرصة لتقديم أدوار كثيرة يمكنه اختيار ما يشاء من بينها، إلا أن التمثيل المسرحي عالم آخر، وقال: الخشبة شيء مغاير، تمنح الفنان شعوراً مختلفاً لا مثيل له، وبرأيي أن الفنان الذي تأخذه مغريات الحياة من المسرح ليس هو من يستحق لقب ابن المسرح، فبهجره له يؤكد أنه لا يمتلك انتماءً حقيقياً له، وليس لديه شغف بتلك الحالة الإبداعية التي تولّدها الخشبة. وعن سبب شغف الكثيرين بالمسرح برغم أنه لا يحقق انتشاراً واسعاً أو أجراً كبيراً، قال: هناك المسرح التجاري، ولكنه لا يشبع شغف المسرحي الحقيقي، ومن خلال خبرتي المتواضعة، توصلت إلى أن كل شخص يتذوق طعم ما يقدمه، فمن يقدم المسرح الحقيقي يتذوق طعم الإبداع، ومن يقدم المسرح التجاري يتذوق طعم المال. وعما إذا كان مسرح اليوم جاذباً، أجاب: يكون جاذباً حين يُحسن المسرحي اختيار الموضوعات التي تهم الجمهور، كما أن الضحك مطلوب في المسرح، ومن الصعب جداً إضحاك الجمهور، بينما من السهل جداً أن تُبكيه. سيطرة التلفزيون أزمات عدة يواجهها المسرح في يومنا هذا، تحدث عنها المخرج والناقد الاردني حاتم السيد، فقال: المسرح في وطننا العربي يعاني قصوراً يتمثل في سيطرة التلفزيون عليه بشكل كامل، وسرقة أدواته من ممثلين ومؤلفين ومبدعين في مختلف المجالات. وشدَّد السيد على ضرورة اهتمام المحطات التلفزيونية بالمسرح وشؤونه، فالترويج عبر وسائل الإعلام المرئية يسهم في جذب شريحة كبيرة من الجمهور، كما أن الربط بين المسرح والتكنولوجيا المتقدمة بات مطلباً أساسياً، وهو ما يعيد الألق إلى المسرح، ويساعد على انتشاره وتوسيع قاعدته. وعن الأزمات الأخرى التي يعانيها المسرح، قال: يعاني أبو الفنون قلة الدعم في مختلف دول الوطن العربي، ما عدا في دولة الإمارات التي تحظى فيها الثقافة بدعم كبير، بفضل اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبرأيي أن الثقافة تستحق أن ندعمها ونصرف عليها، فهي التي تبني المستقبل والأجيال، وأطالب وزارات الثقافة بتفعيل دورها في مجال الارتقاء بالمسرح. إدارة الفرق أزمة المسرح تتمثل في من يدير فرقه، هذا ما أكدته الفنانة البحرينية هدى سلطان، وقالت: الأزمة تكمن في من يدير الفرق، هل هم أفراد أو مؤسسات، فلو كانت المؤسسة هي من يقوم بذلك، فالوضع يكون جيداً، إذ تتولى المؤسسة مهمة توفير الدعم المادي للفرقة، أما لو كان من يديرها أفراداً، فستكون الفرقة فقيرة، وذلك لارتباط الأفراد عادة بالتزامات لا تجعلهم يستطيعون الإيفاء بحاجات الفرقة. وأضافت: يجب أن يكون هناك دعم من نوع آخر من المؤسسات وشركات الإنتاج، والشركات المهتمة بالفن، ورؤوس الأموال الأخرى التي تساعد على خلق جو جديد في المسرح، لأن المسرح يحتاج إلى تكاتف جميع الأيدي والطاقات، وأتمنى أن يحظى أبو الفنون في السنوات المقبلة بدعم من أصحاب النفوذ، خصوصاً أن الأجيال الجديدة سيكون لديها شغف كبير بتقديم ما هو جديد ومتنوع، وستحتاج إلى من يمد لها يد العون ويدعمها مادياً. هموم الناس ومع مسرح فقد بريقه وعانى أزمات أفقدته جمهوره، أكد الفنان غانم السليطي أن المسرح الذي يُرضي الناس غائب اليوم، وقال: دائماً ما ننادي ونطالب الفنانين بتقديم أعمال تحاكي هموم الناس وتخاطب عقولهم وتلامس قلوبهم، لأن الجمهور بطبعه لن يقبل أي عمل مسرحي ما لم يرَ نفسه فيه، ويتحسس همومه ومشكلاته بين ثناياه. وأضاف: عندما يعمل الفنان من أجل لجنة تحكيم، أو من أجل استعراض عضلاته بصفته مخرجاً، ناسياً ومتناسياً المتلقي، فلا شك أن الجمهور سيدير ظهره له ويعامله بالمثل، ولكن عندما يقول العمل المسرحي للجمهور: أهلاً وسهلاً، فمن الطبيعي أن يأخذه الناس بالأحضان. وذكر أن الجمهور لم يغب عن المسرح، بل هو حاضر في كل وقت، ولكن من غاب هو المسرح الجيد الملتصق بالناس. وأشار إلى أنه يقصد العمل الجيد أينما كان، فالعمل الملتصق بالناس هو ما يجذبه بغض النظر عن موقعه، سواء كان على خشبة المسرح أو في التلفزيون. علبة سحرية برغم كل الأزمات وجوانب القصور التي يعانيها المسرح، يبقى له في قلب محبيه وقع خاص، يجعلهم يصرّون على البقاء معه وفي أحضانه، هذا ما أكده المخرج المسرحي حسن رجب الذي تحدث فقال: المسرح شيء آخر، فيه يعبّر الفنان عن ذاته وعن شيء عميق يعتري نفسه، ومن يحب المسرح لا يمكن أن يمل منه أو يهجره، فحب المسرح يتمكن من الشخص حتى يتحول إلى إدمان، وميزة المسرح هو أنه فضاء من نوع خاص، وعلبة سحرية يجد فيها الفنان الحقيقي نفسه، فعلى خشبته يقول الممثل ما يريد، ويُعبر بطريقته عما في نفسه، على عكس منصات كثيرة لا تمنح صاحبها هذه الفرصة الحية للتعبير، وبرغم ما قد يواجه المسرحي من عقبات، فإنه بذكائه قادر على تجاوز كل ذلك طالما أنه يعشق المسرح، فهو المتنفس الحقيقي للفنان الحقيقي. ورفض حسن رجب إجراء أي مقارنة ما بين المسرح وبين التلفزيون والدراما، وقال: لا يمكن مقارنته بغيره، فهو وسيلة تواصل مباشرة، لا يحتمل أن يكون آلة، ويكفي فيه النَّفَس المباشر مع المتفرج، ليأخذ الممثل أجر عرقه مقابل تفاعل الجمهور معه. وبرغم الصعوبات التي قد يواجهها الممثل المسرحي والمواقف التي قد يتعرض لها على الخشبة بسبب التواصل المباشر مع الجمهور، فإن حسن رجب أكد أن هذه ميزة المسرح، فالممثل لا يمكن أن يقترب من الخشبة إلا وقد استعد استعداداً كاملاً لمواجهة الجمهور، وقال: مدة المسلسل التلفزيوني تصل إلى 30 حلقة، ويتم تصويره في 70 يوماً، أما المسرحية فمدتها ساعة واحدة تقريباً، ولكن البروفات تستغرق 70 يوماً، ولو تم الاشتغال على المسرح بشكل جيد، سيكون جاذباً للجمهور بلا شك. قصور النقد أكدت الناقدة جميلة زقاي أن أزمة المسرح تكمن في غياب النقد أو حضوره القاصر، لافتة إلى أن النقد المسرحي اليوم لا يزال يراوح مكانه، وقالت: النقد حاضر ولكنه نسبي، فما تنتجه الخشبة من أعمال يفوق وتيرة النقد، وهذا الأمر يعود إلى تسارع وتيرة المهرجانات في جميع البلدان العربية، ليصل الأمر إلى درجة أصبح من الصعب فيها تغطية هذا الكم الهائل من العروض المسرحية. وأشارت زقاي إلى أن وضع النقد مأساوي، إذ أصبح اليوم يُصدر أحكاماً تراوح بين كلمتي الرائع والرديء، ولكن في النقد ليس هناك ما يسمى بالرائع والرديء، فالنقد الحقيقي هو الذي يقوم على التحليل والتفسير والتفكيك والشرح والتوضيح. تقييم أكد الفنان محمد المنصور أن خشبة المسرح هي الاختبار الحقيقي لإمكانات أي فنان، وقال: المسرح ميزان التقييم لقدرات الممثل، والمرآة التي تعكس إمكاناته ومدى قدرته على العطاء بصوته وقوامه وإيماءاته، وهذا ما جعله يسمى (أبو الفنون). 1950 انطلقت البدايات المسرحية في الإمارات عام 1950، ومر المسرح الإماراتي بمراحل متعددة من العطاء والإبداع الإنساني، وكانت البداية مع مشاهد تمثيلية في المدرسة القاسمية، على يد أحد المعلمين الذي أوجد حركة مسرحية في المدرسة. 1955 أكمل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الحركة المسرحية منذ كان سموه طالباً في عام 1955 عبر مسرحية جابر عثرات الكرام التي مثّل سموه فيها، وبعدها بأعوام قليلة كتب سموه نص مسرحية نهاية صهيون التي حملت طابعاً سياسياً نوعاً ما، ما دعا الحاكم العسكري البريطاني إلى إغلاق المسرح ومنع العرض. 1963 أُسست أول فرقة مسرحية بنادي الشعب بالشارقة على يد الفنان واثق السامرائي. 1971 تأسيس الاتحاد في هذا العام كان له أثر بالغ في نشأة المسرح، إذ انطلقت بواكير تشكيل حركة مسرحية، من خلال جمعيات الفنون الشعبية التي احتضنت الشباب المتحمس للعمل المسرحي، حتى تبنت وزارة الإعلام والثقافة آنذاك تلك الحركة. 1972 بدأت الحركة المسرحية تتطور عندما أحضرت وزارة الإعلام والثقافة زكي طليمات عام 1972، وظهرت خبرات كثيرة بعدها، وقوبلت هذه التجارب التي أتت من الأقطار العربية بالترحاب من قِبل شباب الإمارات، وكانت أول مشاركة للمرأة في المسرح في هذا العام. 1984 انطلاق أيام الشارقة المسرحية بصفتها أول تظاهرة مسرحية على مستوى الدولة، وشاركت فيها 10 فرق، 3 منها حصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي. 1996 أنشأت جمعية المسرحيين مسابقة جائزة الجهد المسرحي المتميز. 2007 انطلاق الهيئة العربية للمسرح بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. 2014 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. 2016 انطلاق الدورة الأولى من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي. 06 تحتضن الإمارات ستة مهرجانات مسرحية رئيسة، هي: مهرجان أيام الشارقة المسرحية، مهرجان دبي لمسرح الشباب، مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مهرجان المسرح الجامعي، مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.
مشاركة :