نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني مقالا للكاتب والصحفي محمد منصور قال فيه: إن المثير للدهشة أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إسرائيل، تأتي في الوقت الذي تصر فيه حكومة السيسي على أنها لن تتسامح مع أي نوع من التطبيع مع الإسرائيليين على المستويات الأخرى. وتحدث الكاتب عما وصفه بازدواجية السيسي، فهو لضرب عصفورين بحجر، يؤجج لهيب العداء الشعبي ضد إسرائيل، مثلما فعل أسلافه ناصر والسادات ومبارك، والهدف من ذلك هو إلهاء الناس عن التحديات الواقعية التي يواجهونها من حيث استمرار تدهور مستويات المعيشة جنبا إلى جنب مع الإحباط واسع النطاق في نهج الحكومة الضيق وسوء الإدارة. أما على الساحة الدولية، فالزيارة تنقل رسالة ضمنية إلى الإدارة الأميركية أن حكومة السيسي مستقرة بما فيه الكفاية، وقادرة على استعادة دور مصر قبل الربيع العربي، باعتبارها وسيطا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إن زيارة شكري لإسرائيل قدمت دعوة مصرية لتنشيط عملية السلام، تصب بشكل واضح في مصلحة الإسرائيليين. واعتبر الكاتب أن موقع الاجتماع الذي عقد في القدس، التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 1967، يثير سؤالا مهما حول حجم هذه المرحلة الجديدة من العلاقة بين مصر وإسرائيل: هل ستأتي على حساب حقوق الفلسطينيين؟ ولفت إلى أن جميع الزيارات الرسمية والسفارات والوفود الدولية تقام في تل أبيب بدلا من القدس، لذلك عندما يعقد وزير الخارجية المصري محادثات في القدس دون أن يتكلم كلمة واحدة عن المستوطنات الإسرائيلية في هذه العملية، فهو يضفي شرعية على الاحتلال الإسرائيلي، حسب رأي الكاتب. وتابع: حتى مبارك «الحليف الاستراتيجي» كان حذرا ويحافظ على بعض الخطوط الحمراء، على سبيل المثال، كانت هناك بروتوكولات منذ فترة طويلة لتجنب إجراء محادثات في القدس -نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات– حتى لا يسيء ذلك إلى مشاعر الفلسطينيين، علاوة على ذلك وللمرة الأولى جعل السيسي وزير الخارجية مسؤولا عن الملف بدلا من المخابرات العامة التي كان يمثلها عمر سليمان خلال حكم مبارك الذي استمر 3 عقود. وأوضح الكاتب أن مثل هذا التحول يرسل رسالة إلى الفلسطينيين بأن العلاقة تتجاوز التعاون الاستخباراتي والأمني، لتصل إلى التحالف الدبلوماسي والسياسي، وهذا ما يضعف الموقف المصري كوسيط. وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل لا تحب الحكومات الديمقراطية في المنطقة، وتفضل التعامل مع الحكام المستبدين، هذا هو السبب في ترحيب إسرائيل بالسيسي عندما جاء إلى السلطة.;
مشاركة :