تم تعيين جولين لوبيتيجي أجوتي مدرباً جديداً لمنتخب أسبانيا. هذا ما أكده الإتحاد الملكي الأسباني لكرة القدم يوم الخميس 21 يوليو/تموز 2016 من خلال بيان رسمي نشره على صفحته على الإنترنت. وسيتم تقديمه هذا المساء في الساعة 18:30 (بالتوقيت المحلي) في مجمّع سيوداد ديل فوتبول دي لاس روساس بمدريد. كان لوبيتيجي حاضراً بقوة في قائمة المدربين المحتملين للجلوس في مكان فيسنتي ديل بوسكي منذ رحيل هذا الأخير يوم 4 يوليو/تموز الماضي. وهكذا سيتولى المدرب الباسكي، البالغ من العمر 49 عاماً، الإشراف على تدريب وجوه مألوفة في لاروخا، حيث سبق له أن شغل منصب مدرب منتخبي تحت 19 وتحت 20 سنة بين عامي 2010 و2012 وكذلك فئة تحت 21 سنة بين عامي 2012 و2014. الألقاب والإستمرارية وراء الإختيار في فترة قيادته الفئات العمرية الأسبانية، بصم لوبيتيجي على أحد الفصول الأكثر نجاحاً. إذ قاد لاروخيتا إلى التربع على عرش أوروبا في فئة تحت 19 سنة عام 2012، كما فاز بلقب بطولة أوروبا تحت 21 سنة عام 2013، حيث تألق لاعبون أمثال ألفارو موراتا (أفضل هداف) وتياجو ألكانتارا (أفضل لاعب). وقال لوبيتيجي قبل عام في مقابلة خصّ بها مجلة الإتحاد الملكي الأسباني لكرة القدم في إشارة إلى المجموعة التي أشرف على صقل موهبتها منذ الصغر ليفوز معها بعد ذلك بلقب أوروبا في فئة تحت 21 سنة "قدّمت أسبانيا كرة قدم جميلة. كان جيلاً رائعاً من اللاعبين." وقد شارك خمسة من هؤلاء اللاعبين في كأس الأمم الأوروبية 2016 التي أقيمت في فرنسا وهم دافيد دي خيا، ومارك بارترا، وكوكي، وتياجو وموراتا. وبالإضافة إلى ذلك، قاد المدرب منتخب أسبانيا الشاب في كأس العالم تحت 20 سنة FIFA في كل من كولومبيا 2011 وتركيا 2013. وفي الأولى، تأهل إلى الدور ربع النهائي، حيث قضت البرازيل بقيادة أوسكار وكوتينيو بركلات الترجيح على أحلام الأسبان. وبعد ذلك بعامين، وبثوب أبطال أوروبا، سقطوا مرة أخرى في الدور ربع النهائي أمام أوروجواي في الشوطين الإضافيين. وقال جولين لموقع FIFA.com في ذلك اليوم بعد الإقصاء "أعتقد أننا لعبنا كرة قدم جيدة." فرض الإيقاع خلال مسيرته الاحترافية التي دامت 19 عاماً كحارس مرمى، ودائماً في صفوف الأندية الأسبانية، تألق لوبيتيجي في لوجرونيس ورايو فاييكانو. كما أمضى ثلاثة مواسم في برشلونة، حيث لعب 8 مباريات فقط، وخاض مباراة واحدة مع منتخب الكبار واستدعاه خافيير كليمينتي كحارس ثالث في نهائيات كأس العالم الولايات المتحدة 1994 FIFA. وبعد ظهوره الأول كمدرب في عام 2003 على مقاعد بدلاء رايو فاليكانو الذي شهد اعتزاله كلاعب، أشرف على تدريب ريال مدريد كاستيا وفي عام 2010 انتقل لتدريب الفئات العمرية في الإتحاد الأسباني. وطوال هذه الرحلة رافقت لوبيتيجي عبارة واحدة: "فرض إيقاع اللعب" في جميع المباريات. وفتحت له هذه القناعة أبواب نادي بورتو في منتصف عام 2014 بهدف صقل إحدى المجموعات الأصغر سناً والأكثر موهبة في تاريخ النادي البرتغالي. حيث التقى هناك بالعديد من اللاعبين الأسبان الذين يؤمنون بفلسفته أمثال أوليفر توريس وأدريان لوبيز وكريستيان تيو الذين كان يعرفهم منذ عهده كمدرب للفئات الدنيا. وفي ظل المتطلبات الكثيرة التي يفرضها أحد أنجح الأندية في تاريخ كرة القدم البرتغالية، فرض لوبيتيجي تدريجياً أسلوبه المعتمد على الإحتفاظ بالكرة والتمريرات المتبادلة السريعة لتهديد مرمى الخصم بأكبر عدد من المحاولات. وهكذا حلّ وصيفاً في الدوري المحلي وبلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2014-2015، حيث ترك للذكرى مباراة مثيرة ضد بايرن بقيادة بيب جوارديولا الذي تفوق عليه تماماً في مباراة الذهاب. أقيل لوبيتيجي في يناير/كانون الثاني الماضي عندما كان يحتل المركز الثالث في الدوري المحلي وفشل في تخطي دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. وبعد موسمين في البرتغال، أصبح لوبيتيجي المدرب رقم 51 في تاريخ لاروخا. وتتمثل مهمته الآن في مواصلة عملية التجديد التي يمرّ بها الفريق، ولكن دون الخروج على سكة الإنتصارات، خصوصاً في أفق انطلاق التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA.
مشاركة :