«التحليل النفسي».. آخر كتاب لفرويد

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:الخليج في عام 1938 كتب سيغموند فرويد كتابه معالم التحليل النفسي ونشره للمرة الأولى بالألمانية عام 1940، والتحليل النفسي طريقة خاصة للعلاج ظهرت لأول مرة على يدي فرويد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ثم ما لبثت هذه الطريقة في العلاج أن اكتسبت شهرة عظيمة، وانتشرت تعاليمها في جميع أنحاء العالم، ولنشوء التحليل النفسي قصة طويلة، يرويها د. محمد عثمان نجاتي مترجم كتاب فرويد معالم التحليل النفسي. يرى نجاتي أن من الخطأ اعتبار الأمراض النفسية والعقلية وليدة العصر الحديث، بما فيه من تعقيد لوسائل الحياة، وكثرة المشاق التي يعانيها الإنسان في سبيل البقاء، فقد دلت أبحاث علماء الإنثروبولوجيا على وجود الأمراض النفسية والعقلية بين أفراد القبائل البدائية، التي تعيش حتى الآن في بساطة فطرية لم تمتد إليها بعد آثار الحضارة الحديثة، ودلت الأبحاث أيضاً على وجود هذه الأمراض في عصور التاريخ المختلفة. وقد قدر لبعض فلاسفة اليونان وأطبائهم أن يقوموا بأول محاولة في التاريخ لتخليص الأمراض النفسية والعقلية من أوهام السحر والشعوذة، إذ نظروا إليها نظرة علمية ودعوا إلى معاملة المصابين بها بما يستحقون من عناية ورعاية، وبسقوط الدولة الرومانية انخفض المستوى العقلي بين الناس وضعفت روح البحث العلمي، وسادت الخرافات والشعوذة والسحر مرة أخرى، وضعف سلطان الأطباء في معالجة الأمراض النفسية والعقلية، وحل محلهم رجال الكنيسة الذين اعتبروا هذه الأمراض مساً من الشيطان. ورغم أن جمهور الأطباء في العصور الحديثة كان يعتبر أن الهستيريا مرض نفسي ينشأ عن حالات نفسية، فقد ظل جمهور الأطباء يعالجون الهستيريا والأمراض العصبية الأخرى بالتنويم المغناطيسي، لكن سرعان ما تبينت لهم عيوب هذا العلاج، وهو ما دفع فرويد إلى البحث عن وسيلة أخرى تكون أكثر نجاحاً وتوفيقاً، وقد انتهى به البحث إلى اكتشاف نظرية التحليل النفسي. نشأت صداقة بين فرويد وجوزيف بروير، أحد أطباء فيينا المشهورين، وكان يستخدم الإيحاء التنويمي في معالجة مرضاه، وقد اكتشف أثناء علاجه لفتاة أنها ذكرت حوادث ماضية، لم تستطع تذكرها أثناء اليقظة، ورأى بروير أن مجرد ذكر المريضة لهذه الحوادث والتجارب الشخصية التي مرت بها وكانت سببا في أزمتها النفسية وأن مجرد الإفضاء بالعواطف والمشاعر المتعلقة بها، التي كانت مكبوتة من قبل، كان لها أثر كبير في شفاء المريضة، فزالت عنها الأعراض المرضية، وعادت إلى حالتها العادية. أعجب فرويد بقصة علاج الفتاة، وحدث أن توقف بروير عن مواصلة البحث في هذا الاكتشاف الجديد، ثم دب الخلاف بينهما وانقطعت علاقتهما، ورأى فرويد أن مهمة الطبيب النفسي ليست هي دفع المريض إلى التفريغ والتنفيس عن الرغبات المكبوتة، بل هي الكشف عن الرغبات المكبوتة لإعادتها مرة أخرى إلى دائرة الشعور، لكي يواجه المريض من جديد هذا الصراع الذي فشل في حله سابقا، وبعبارة أخرى أصبحت مهمة الطبيب النفسي هي إحلال الحكم العقلي محل الكبت اللاشعوري، ومنذ ذلك الوقت أخذ فرويد يسمي طريقته في العلاج بالتحليل النفسي. قضى فرويد 10 سنوات يعمل منفرداً ويواصل أبحاثه، من دون تشجيع وفي مناخ معادٍ له، ثم ابتدأت الأمور تتبدل ابتداء من عام 1902 حين التف حوله نفر قليل من شباب الأطباء، ثم أخذت المعرفة بالنظرية الجديدة تنتشر بين الأطباء في كثير من البلاد، إلى أن تأسست في عام 1990 جمعية التحليل النفسي الدولية، ثم كان كتابه معالم التحليل النفسي آخر كتبه، حيث توفي قبل أن يتم فصله الأخير.

مشاركة :