الشرفة حيث استمال روميو قلب جولييت بمدينة فيرونا الإيطالية صارت الآن مُتاحة للأزواج المثليين الراغبين في إقامة زواجهم المدني" هذا بعد أشهر من تشريع زواج المثليين بإيطاليا، آخر بلدان الاتحاد الأوروبي التي اتخذت هذه الخطوة. فبحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، 22 يوليو/تموز، أعلن مجلس مدينة فيرونا هذا الأسبوع أن جميع المواقع المحلية المُتاحة تقليديا للأزواج من جنسين مُختلفين بإمكانها أيضاً أن تُستخدم من قِبل الشركاء المثليين في زواجهم المدني. ويشمل ذلك منزل جولييت، الذي تم تجديده، ويرجع تاريخه للقرون الوسطى، وكان مملوكاً لعائلة ديل كابيلو من النبلاء في مرحلة ما، ويُعتقد أن شكسبير قد استلهم منهم روايته الخيالية التي شملت عائلة كابوليت، التي تنتمي إليها جولييت. وقال المجلس إن فيرونا، مثل كل البلديات الأخرى، في انتظار تعليمات السلطات بشأن متطلبات تسجيل الزيجات الجديدة، ولكن المدينة بالفعل تستعد لاستضافة احتفالات الزواج، وبحسب تقارير البلدية قد تلقت حتى الآن 12 طلباً. ورغم دلالة قصة الحب قصيرة العمر التي استخدمها شكسبير في روايته روميو وجولييت، لازال الأزواج يجدون منزل جولييت وجهة جذابة؛ فبحسب الموقع الرسمي للوجهة السياحية، يُعد المنزل وجهة مفضلة لمئات الزوار من جميع أنحاء العالم، ممن يريدون التعبير عن حبهم. وقد تم ترميم المنزل خلال القرن العشرين، ويشتمل على أثاث يرجع تاريخه إلى القرن 16 والقرن 17، وجدارية تحكي قصة الحب المنكوبة للحبيبين في مراهقتهما، كما يضم خزفيات من عصر النهضة، ونحتاً لمعطف ديل كابيلو في الفناء. وفي عرض تسويقي قديم لازال موجوداً على الموقع الرسمي للمنزل؛ فإن تكلفة إقامة حفل زفاف في عيد الحب بمنزل جولييت تبلغ 300 يورو للسكان المحليين، ويشمل ذلك الموسيقى و"نخب الحب"، فيما يتكلف الحفل 600 يورو لغير السكان المحليين. وكانت السلطات في روما قد أعلنت في مطلع هذا الأسبوع أنه يمكن البدء في عقد الزواج المدني بين المثليين خلال عطلة "فيراجوستو" بمنتصف أغسطس، بإعلان رئيسة المُشرعين، والعضوة بمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، مونيكا تشيرينّا، عن وجود حلوى "بألوان قوس قزح" للجميع. وقد اتضح كذلك هذا الأسبوع أن رؤساء البلديات المعارضين للزيجات بين المثليين لن يكون بمقدورهم قانونياً رفض تنفيذها، على الرغم من تصريحات البعض أن رفضهم سيكون مسألة إملاءٍ من ضمائرهم. وإلى جانب بلدية فيرونا وشواطئ فياريجيو وحمامات كاراكالا في روما؛ فمن المُرجح أن تكون البندقية أيضاً خياراً شائعاً، بحسب ما أشارت صحيفة لا ريبوبليكا، على الرغم من رفض عمدة المدينة لإقامة مسيرة للفخر بالمثلية الجنسية. وعلى الرغم من أن تمرير تشريعات الزيجات المُسماة بـ"الاتحادات" المدنية يعد إنجازاً كبيراً لرئيس الوزراء ماتيو رينزي، الذي تغلب على رفض أساقفة إيطاليا والمشرعين المحافظين، فإن القانون النهائي كان بمثابة نسخة مخففة من النص الأصلي. فقانون الزواج من نفس الجنس بل يزال يفتقر إلى الكثير من التفاصيل، كما أُلغيت محاولة منح بعض الحقوق الأبوية للأزواج المثليين بعد مناقشات في اللحظات الأخيرة من قِبل المشرعين بحركة خمس نجوم الشعبوية. وقد أُدينت العقود الطويلة التي عارضت فيها إيطاليا حقوق المثليين من قِبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، العام الماضي، والتي قضت بأن البلاد تنتهك حقوق الإنسان من خلال عدم توفير الحماية القانونية الكافية وعدم الاعتراف بالأزواج من نفس الجنس. ويُعتقد أن ذلك الحكم ساعد على تمرير تشريع الزواج المدني.وعلى الرغم من معارضة بعض رؤساء البلديات؛ فقد سعى البعض لتولي زمام الأمور بإيديهم لصالح المثليين بتنظيم احتفالات خاصة للزيجات، في السنوات التي سبقت صدور القانون؛ بما في ذلك رئيس بلدية روما السابق، إجنازيو مارينو، ولكن القضاء أبطل تلك الزيجات واصفاً إياها بأنها رمزية ولكنها ليست مُلزمة قانونياً. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط .
مشاركة :