فيلسوف عصره

  • 7/23/2016
  • 00:00
  • 1041
  • 0
  • 0
news-picture

حكى لي أحدهم أن شيخا تربويا مُلهما، يعد من فلاسفة عصره، ومرجعا في تخصصه، عُرف عنه منذ عشرين عاما تكريس جل وقته للإصلاح بين الزوجين. .. فجأة،! وفي ليلة من الليالي، حمي وطيس الجدال، واشتعل الموقف، وارتفعت موجات الغضب بين الشيخ وزوجته! -ربما يكون ذلك لترسبات ماضية- طلبت الزوجة الطلاق منه، وأصرت بحزم على ذلك، ارتسمت دهشة عارمة على وجه الشيخ إزاء إصرارها، وما هي إلا لحظات حتى اكتست بالثورة والغضب، ولم يجد الشيخ -حفاظا على كبريائه- إلا الاستجابة لطلبها بُغية نيل الراحة عند فراقها. فلما علم طلاب الشيخ بهذه القصة، بدؤوا يُنحون عليه بالملامة، وأبدوا له بالغ دهشتهم. إذ أين خبرته الفياضة، وقوة بيانه، ووفرة حكمته التي يكتنفها. لِم لم تسعفه هذه المؤهلات في تجاوز هذه المشكلة؟! الشيخ "أمام طلابه" أومأ برأسه، وانعقد حاجبه، والحزن يفيض من عينيه، فتراجع مغمغما!، ثم التفت إلى طلابه في نبرة لم تخلُ من أسى، ثم أدلف قائلا: "مَن تورَّط في الأمورِ غير ناظٍر في العواقب، فقد تعرَّض لِفادحاتِ النَّوائب". كثيرا ما نشاهدهم على وسائل التواصل، سواء من مشاهير الدعوة، أو مشاهير الفن والأدب، يبرزون الجانب الإيجابي لحياتهم الشخصية، ويعبرون عنها بلهجة الحالِم، ويتجاهلون الجوانب السلبية ولا يُعيرونها أدنى اهتمام، والتي ربما إذا استمروا في تجاهلها يفقدون لذة الاستمتاع بالحياة، ويعيشون في أوهام السعداء، وهم في الواقع الدامغ إلى الشقاء أقرب. هناك منغصات أسرية كفيلة بأن تأخذكم إلى دروب الشقاء والفرقة والكراهية، أو ربما إلى الطلاق، ومن أهم المنغصات الأسرية على الدوام، عدم الإلمام الكافي بحوائجه وطباعه، وتفهُّم نفسيته، رغم العشرة الطويلة، سواء أكان من الزوج أو الزوجة! فتجد أن المشكلات تتوالى وتندثر، تكاد لا تنتهي، ذلك لأننا عجزنا عن فهم طبائع الطرف الآخر. ومن المنغصات الأسرية المعاصرة، والتي أرى أنها من أشد الدواعي التي تسلكنا في تيار الطلاق، هي "النظر والتدقيق" في حياة غيرنا، وعدم القناعة والاكتفاء بما هو بحوزتنا وحولنا، وذلك يكمن خلال مواقع "السوشيال ميديا" التي استطاعت كشف ما بداخل البيوت، وكشف أسرارها ومعرفة كل مكنوناتها، خلال برنامج "سناب شات" تحديدا!.

مشاركة :