الرياض 18 شوال 1437 هـ الموافق 23 يوليو 2016 م واس أهاب معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشـــاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ الدعاة إلى الله وحملة الدعوة وطلبة العلم، بالاقتداء بالأنبياء والرسل في دعوتهم إلى الله ، والصبر على ما يواجهونه من عناء ومشقة عند دعوتهم، خاصة في ظل الصراع الدائم الواقع بين أهل الله وأهل الدنيا، وبين أتباع الرسل وبين أعداء منهج الرسل. جــاء ذلك في مستهل الكلمة التي وجهها معاليه لدعاة فرع الوزارة بمنطقة الرياض الرسميين عند لقائه بهم بمقر الوزارة في الرياض، بحضور معالي نائب الوزير لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري. وقال معاليه : من المؤكدات عند كل طالب علم أن الحياة بقدر الله - جل وعلا - فيها تدافع، وفيها صراع دائم بين أهل الله، وبين أهل الدنيا، بين الراغبين في الدنيا والآخرة، وبين الراغبين في الدنيا فقط، وبين أتباع الرسل، وبين أعداء منهج الرسل ، هذه الأمور لله حكمة في وجودها ، وتكاثرها وهي ابتلاء من الله جل وعلا لعباده كيف يعملون ، ووجود هذه الأمور التي تزيد حيناً ، وتنقص حيناً ، وتؤلم أحياناً ، وتسر حيناً لابد أن يكون طالب العلم فيها مستحضراً دائماً منهاج أولي العزم من الرسل قال تعالى :{ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} ، وقال أيضاً { واصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}. وأضاف معاليه قائلاً : وإذا نظرنا إلى سيرة الأنبياء من أولي العزم من الرسل نوح ــ عليه السلام ــ وجدنا العجب والعبرة العظيمة ، ولذلك السور التي شيبت رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ هود وأخواتها، فيها القصص في المراغمة ، والمجاهدة ، والمعاداة ، والصبر ، والنصر ، والإيذاء والكدر، والفتح والانغلاق وما شابه ذلك ، ونوح ـــ عليه السلام ــــ الذي جاء ذكر قصته في أكثر من سورة ، وسميت باسمه سورة عظيمة من جزء تبارك دعـا ومكث في قومه كما في آية العنكبوت :{ ألف سنة إلا خمسين عاماً } ، ونوح ـــ عليه السلام ـــ لم يستجب له في التوحيد وهو يرى الشرك ، ويرى عبادة الأوثان والأصنام وآلهتهم ، ومع ذلك فالصبر سمته ونهجه ، بل إن أولي العزم كان عزمهم بسبب صبرهم ، ومن لم يجد الله له عزما فهو المستعجل فلم نجد له عزما الذي يلين ويخور وما أشبه ذلك اليوم ، فالمسألة عظيمة وكبيرة جداً وفيه الكثير من المواجهة والتقصد للقرآن والسنة ذاتهما ، وفيه الكثير من المجاهرة بالعداوة لهذا الدين ، ولأركانه ولأهله ، ولمنهج النبوة ، هذه مسائل ، تشيب له المفارق ولكن سنة الله ـــ جل وعلا ــ ماضية يفتن الناس ، ويبتليهم ليرى ولينظر كيف يعملون . وقال معاليه : إن سورة الكهف هي سورة الابتلاء موضوعها في الابتلاء ولذلك ذكر الله أنواعًا من الابتلاء فيها ، ويجمع الكثير منها ، عدم الصبر فالثبات مع القلة يحتاج إلى صبر ، والثبات مع الغِنى يحتاج إلى الصبر ، والثبات مع العلم ، ومعرفة نقص العلم وأن هنالك للعالم من هو أعلم منه يحتاج إلى صبر قال تعالى :{قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا}، فالمسألة عظيمة جداً ولكن هناك ضرورة لمعرفة منهاج النبوة ومنهاج الأنبياء في ذلك. // يتبع // 22:31ت م spa.gov.sa/1521286
مشاركة :