بحثت دراسة حديثة نشرت نتائجها بمجلة المجتمع الأمريكي لطب الكلى في مدى تأثير تناول اللحوم الحمراء على صحة الكلى على المدى البعيد، وتوصلت إلى توخي الحذر فيما يتعلق بتناول اللحوم الحمراء وصحة الأعضاء. توصل البحث بأن اللحوم الحمراء مثل لحوم البقر والأغنام تؤثر في صحة الكلى وبالرغم من أن اللحوم الحمراء تدخل في كثير من الأنظمة الغذائية، إلا أن الحد من تناولها يعتبر هو الأفضل، ومن الإرشادات الصادرة بشأن الكميات المعقولة ما صدر من المعهد الأمريكي لبحوث السرطان الذي يوصي بعدم تناول أكثر من 510 غرامات شهرياً بسبب علاقتها ببعض أمراض السرطانات بما فيها سرطان المعدة، وخلصت الدراسة بأن اللحوم الحمراء مرتبطة بزيادة نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب ومعدل الوفاة بالسرطان. أجرت الدراسة الحالية بكلية الطب بجامعة ديوك وكلية سو سوي هوك دوك للصحة العامة بالجامعة الوطنية بسنغافورة تحقيقات أخرى باحتمال أثر اللحوم الحمراء على صحة الكلى، حيث قامت الدراسة بمتابعة بيانات أكثر من 63,000 بالغ وأعمار تتراوح ما بين45-74 من المسجلين لدى سنغافورة من مرضى الكلى ووجدت أن جميع مرضى سنغافورة سجلوا كمرضى في مراحل متأخرة وكان الهدف العام هو الكشف عن أثر دور مصادر البروتين المختلفة في صحة الكلية، ويقول قائد فريق البحث: لقد شرعنا في دراستنا لنرى ما هي النصيحة التي يجب إعطاؤها لمرضى الكلى المزمن لعامة السكان القلقين على صحتهم فيما يتعلق بأنواع أو مصادر البروتين المتناولة. تبين الارتباط بين الكميات المتناولة من اللحوم الحمراء وخطر تعرض المريض إلى المرحلة المتأخرة من أمراض الكلى، فالأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء (أكثر من 25%) وجد زيادة قابليتهم بنسبة 40% للإصابة بالمرض في مراحله المتأخرة مقارنة بمن يتناولون كميات أقل من اللحوم الحمراء (أقل من 25%)، وأظهرت الدراسة أن مصادر البروتين من الأسماك والبيض والألبان والطيور الداجنة لا علاقة لها بتطور المرض إلى مرحلة متأخرة، بالإضافة للصويا واللوبيا، والتي وجد أنهما تلعبان دور حماية إلى حدٍ ما، ويقول الباحثون: نتائج بحثنا توصي بأن هؤلاء الأفراد مازال يمكنهم الاستمرار بتناول البروتين ولكن يجب أن يعتمد على البروتين النباتي والبروتين الحيواني من مصادر أخرى مثل الأسماك والمحار والطيور الداجنة، والتي تعتبر بديلاً أفضل للحوم الحمراء، ويقدر الباحثون بأن استبدال وجبة واحدة من اللحوم الحمراء أسبوعياً بأحد أنواع البروتينات الأخرى بإمكانه تقليل الإصابة بخطر الإصابة بالمرض في مراحله المتأخرة بنسبة 62%. وتدعم هذه النتائج دراسات حديثة أخرى لتضيف إليها ثقلاً وتعزز من أهميتها فعلى سبيل المثال وجدت دراسة يابانية بأن المناطق الغنية بالثروات الحيوانية يستهلك سكانها اللحوم الحمراء، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالمرض في مراحله المتأخرة، ومن ناحية أخرى، وجدت دراسة صحة الممرضات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية بأن الأفراد الذين يتناولون نسب عالية من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة معرضون أكثر من غيرهم للتدهور في معدل الترشيح الكبيبي ( قياس وظائف الكلى)، وبالرغم من أن اللحوم الحمراء تعتبر عنصراً أساسياً في الأنظمة الغذائية المختلفة إلا أن الدراسات الحالية والسابقة تشير إلى مدى فائدة تقليل تناول ذلك النوع من البروتينات. ارتفاع نسبة أمراض الكلى تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات أعداد المصابين بتطور المرض إلى مرض كلوي مزمن وتقدر بأن هنالك 500 مليون شخص حول العالم مصابون بأمراض كلوية مزمنة وكثير من هؤلاء المصابين يتطور مرضهم إلى مرحلة متأخرة في حالات حرجة تتطلب غسلاً دورياً وزراعة الكلى، لذلك يوصى المرضى المصابين بأمراض الكلى المزمنة بالتقليل من تناول البروتين للسيطرة على تنامي المرض إلى مرحلة متأخرة.
مشاركة :