ماذا كان سيفعل قادة الانقلاب العسكري الهمجي في تركيا، فيما لو نجحوا؟ كما يقول التاريخ؛ فإن أول بيان تصدره البساطير التي في الرؤوس، وتتلوه مذيعة شهيرة تحت تهديد السلاح هو: إعلان حالة الطوارئ، ومناشدة الشعب الحر الكريم أن يلتف حول القيادة، التي أعادت له كرامته السليبة، من أعداء الديموقراطية والحريّة والشفافية، والإرادة الشعبية الأبية، التي يمثلها البرلمان المنتخب، المنعقد الآن ليبصم على شرعية الانقلاب، ويقسم أعضاؤه أنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة التاريخية المجيدة، على أحر من شمس (الرياض) و(القصيم) و(جدة) كمان! و تحيا الأمة العربية الإسلامية، في الجمهورية التركية الدستورية العلمانية! أما السلطان العثماني لحزب (العدالة والتنمية)، فلم ينتظر حتى يجتمع مجلس الأمن القومي، ويقرر إعلان حالة الطوارئ؛ بل ناشد الشعب عبر الوسائل التي كان يلاحقها بالحجب والقمع والتخويف؛ وحمَّل خصمه (الشخصي)، ابن (الكنغر الأمريكي) مسؤولية الانقلاب فورا، وفورا نشر جنوده وأعوانه ليعيثوا في البلاد اعتقالا، ومحاكمة، وفصلا تعسفيا على (الهوية) و(الآيديولوجية)! و.. تحيا الأمة العربية الإسلامية، في الدولة التركية القانونية (السليمانية الهيامية)؛ نسبة إلى بطل مسلسلة (حريم السلطان)، وزوجته الأثيرة! ولهذا عرف العالم كله أن مجلس الأمن القومي التركي سيبصم على قرار إعلان الطوارئ لمدة (3) أشهر، قابلة (للتمطيط) القانوني السليماني للمسلسلة التركية؛ ولو بدون أجمل وأروع الممثلات (هيام) الأولى، التي انسحبت من المسلسلة؛ احتجاجا على تمطيط السيناريو، خلاف ما وقعت عليه في (العقد)! لكنها مع ذلك لم تلجأ لأمريكا؛ لأن حضن (الكنغر) لا يتسع لامرأة فاتنة، و(ناسكٍ متعبِّد)، قد كان شمَّر للصلاة في (إسطنبول) ثيابه، بدون (بارتيشن) كالذي في مجلس الشورى السعودي!! وبناء على هذا الإعلان (القانوني)، سيجتمع أعضاء البرلمان التركي (المنتخب)، فور انتهاء (المقاول بالباطن) من ترميم الجزء الذي دمره الانقلابيون؛ ليقوموا بواجب (التبصيم المفاجئ) الذي اخترعته إحدى الجامعات السعودية، الخبيرة في سحب الدرجات العلمية ممَّن يجرؤ على مخالفة تيار (الصحوة)!! وبعد (التبصيم) يأتي واجب التصفيق.. أستغفر الله العظيم.. تكبييير يا (إخوان)!! وربما سجل التاريخ ـ الذي لا يظلم ولا يرحم ـ يوما: أن السلطان عبدالحميد (الثالث والرابع والمؤبد) سقط سريعا؛ لأنه لم يجد أمامه غير صديق جاهل (فيذا)، وعدوٍّ مُتجاهلٍ (فيذاك)!!! نقلا عن مكة
مشاركة :