جدد الجانبان العراقي والإيراني، في أربيل، أمس، اتفاقية ضبط الحدود بينهما، بعد مشاوارات بدأت أول من أمس بين الجانبين، في حين يثير تزامن توقيع الاتفاقية بين الجانبين مع بدء الأحزاب الكردية المعارضة لإيران نضالها المسلح ضد النظام الإيراني تساؤولات هذه الأحزاب التي ترى أن نظام الملالي في طهران يريد من خلال هذه الاتفاقية القضاء على الأحزاب الكردية المعارضة له وتشديد الخناق على حكومة إقليم كردستان العراق. وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الطبيعي أن تعقد الدول فيما بينها اتفاقيات، لكن المهم هناك أن هذه الاتفاقية إلى أي حد تكون على حساب مواطني هذه الدول ومكوناتها، يجب أن يشارك ممثلو إقليم كردستان في الحكومة العراقية ومجلس النواب في عقد هذه الاتفاقيات، ويجب أن يؤخذ برأيهم في عقد هذه الاتفاقيات، كي لا تُلحق الأذى بإقليم كردستان، لذا فإن كانت هذه الاتفاقية ضد إقليم كردستان وتُلحق به الضرر». ووقع قائد اللواء الأول لحرس الحدود العراقي، شيركو عبد الله، مع قائد حرس الحدود الإيرانية، في منطقة أرومية، أمس، في أربيل، على تجديد الاتفاقية الجديدة بين الجانبين، وأعلن الجانبان خلال مؤتمر صحافي مشترك أنهما سيعقدان كل ستة أشهر اجتماعات دورية لتقييم الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، من جانبه، أوضح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران، كاوه بهرامي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «طالما تزامنت الاتفاقيات بين هذه الدول التي قُسمت عليها كردستان (إيران والعراق وتركيا وسوريا)، مع انطلاقة الثورات الكردية وتناميها، فهذه الدول تتفق دائما على إفشال هذه الثورات والعمل المشترك من أجل صهر الشعب الكردي». وأضاف بهرامي أنه «بلا شك إيران تحاول باستمرار من أجل إثارة المشكلات لمخيمات اللاجئين الكرد الإيرانيين أهالينا، في إقليم كردستان، فطهران لم تتوان خلال السنوات الماضية في الهجوم على مخيمات اللاجئين في إقلم كردستان، لكنها الآن وفي ظل الظروف التي تشهدها المنطقة تجري محاولاتها لإثارة مشكلات أكبر لأهلنا اللاجئين عن طريق الدبلوماسية وعن طريق الحكومة العراقية، نحن سنقف بوجه هذه المحاولات، ونرى أن هذه المخططات الإيرانية لن ترى النجاح في خضم ما تمر به المنطقة من أوضاع». ودعا بهرامي المجتمع الدولي إلى الحد من ممارسات طهران هذه، مضيفا: «نحن قررنا ولن نتوقف عن النضال ضد نظام طهران، وهذه التهديدات التي يُطلقها النظام الإيراني لن تثنينا عن مواصلة هذا النضال»، مشيرا إلى أن مقاتلي حزبه يتواجدون داخل أراضي كردستان إيران ويواجهون النظام منها أو من مقراتهم الواقعة في المناطق الحدودية لكردستان إيران. بدوره، بيّن القيادي في الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض، خليل نادري لـ«الشرق الأوسط» أن «تجديد الاتفاقية الحدودية بين طهران وبغداد جاءت بأمر من النظام الإيراني، إيران ترى أنها ستستطيع أن تحمي حدودها مع إقليم كردستان من خلال الحكومة العراقية، فالاتفاقية تنص على ألا يسمح الطرفان لأي قوة بمهاجمة الطرف الآخر من أراضيه»، وتابع أنه «يجب ألا ننسى إن إيران والعراق حاولتا خلال المدة الماضية أن تجتمعا في الجزائر لعقد اتفاقية ضد الشعب الكردي كما فعلتا ذلك في سبعينات القرن المنصرم عندما اتفقتا على القضاء على الثورة الكردية في كردستان العراق، لذا يجب أن يكون الكرد حذرين من هذه التحركات». موضحا في الوقت ذاته أن طهران تريد أن تضغط على إقليم كردستان وتشدد عليه الخناق عن طريق الحكومة العراقية، من أجل تقييد حركة الأحزاب الكردية المعارضة لإيران، في حين أن هذه الأحزاب تناضل ضد النظام الإيراني من داخل كردستان إيران. وشدد على «أننا لا نخشى من هذه الاتفاقيات على أنفسنا بصفتنا أحزابا كردية معارضة لإيران بل نخشى من اتفاقية أخرى بين هذه الدول على حساب الشعب الكردي بشكل عام في الشرق الأوسط». وقال مسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردستاني المعارض في إيران، سوران بالاني، لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران كثفت في الآونة الأخيرة من تهديداتها للأحزاب الكردية المعارضة لها بقصف مقرات داخل إقليم كردستان بالمدفعية والصواريخ، توقيع طهران لهذه الاتفاقية مع الحكومة العراقية تعني تدخلا أكبر في شؤون العراق وإقليم كردستان،».
مشاركة :