محمد عبدالسميع (الشارقة) بالتعاون مع جمعية المسرحيين وبإشراف المسرحي غنام غنام انطلقت أمس الأول بمقر الجمعية فعاليات مختبر مسرح الجلسة، بحضور عدد كبير من الفنانين المسرحيين. ومختبر مسرح الجلسة هو ورشة مسرحية مفتوحة للمشاركة أمام الراغبين من هواة ومحترفين، مسرحيين أو موسيقيين أو راقصين أو فنانين شعبيين من الجنسين، للأعمار فوق سن الثامنة عشرة من كل أنحاء الإمارات. وهو يعتبر بمثابة تجربة عملية يقوم بها نفر من الفنانين (كتاب، مخرجين، ممثلين، تقنيين فنيين، موسيقيين) بهدف خلق شكل مسرحي يعتمد (الجلسة) كطقس فني وأخلاقي راسخ في الثقافة المجتمعية بمنطقة الخليج، ليكون هذا الشكل معتمداً على البنى الفنية والاجتماعية والهوية المسرحية الخليجية. وقد شهدت الجلسة بعض الإجراءات الإدارية والتعريفية، وأكد فيها غنام على أهمية الدائرة كأصل لفكرة الاحتفالات الشعبية، وأنها تحقق العدالة والمساواة في العرض المسرحي، وأن المختبر يلعب على الفضاءات الشعبية، ويسعى إلى استنباط الشكل المسرحي وأدواته مما تعود عليه الناس في ثقافتهم الشعبية. وأشار غنام إلى أن الهدف الأسمى للمختبر هو ابتكار شكل مسرحي (مسرح الجلسة)، ما أن يشاهده المتلقي في أي مكان وزمان حتى يقول هذا «مسرح الجلسة، عربي، خليجي، ولد في الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في الشارقة». وقدم تعريفاً للمختبر وللجلسة وأضاف: في المختبر سنذهب بالمجلس إلى مدى جديد هو المسرح، وسنأتي إلى فضاء وتقنيات جديدة هي الجلسة. الشكل المسرحي المفترض لاختبار وإنتاج مسرح بتقنيات عرض وأداء نابعة من مفرداتنا الشعبية الخاصة، مسرح جديد، لنا، يشبهنا، ينتمي إلينا وننتمي إليه. وأوضح غنام أن هناك مجموعة من المقاصد العملية للمختبر منها: أن مختبر الجلسة المسرحي يتم تشكيله من نخبة من المسرحيين في الإمارات، من مختلف التخصصات المسرحية، والمختبر شكل مسرحي إماراتي خليجي عربي يحمل مضامين عناوين وعلامات ثقافتنا، من خلال البحث والتنقيب والاختبار، كما أن للمختبر منهجية الاستئناف الإبداعي من خلال التفكيك وإعادة البناء لكل مفردات العرض الفرجوي المسرحي، بما يتناسب ويستفيد من الطاقات الإيجابية والسمات الحيوية نصاً وصوتاً ولوناً ومسموعاً ومرئياً، ومدركاً بالحس أو بما وراء ذلك. ونوه إلى أن أهمية التجربة تكمن في «الجلسة المسرحية» كونها تلفت الانتباه إلى هذا الشكل المسرحي الذي يمكن أن يضيف إلى رصيد المعرفة المسرحية العالمية شكلاً من أشكال المسرح وطرائق لعبه، وهو مسرح يختلف المنظور المسرحي فيه عن سواه من حيث الشكل والجلسة الأرضية والفرقة الموسيقية والعلاقة العضوية لكل من في الجلسة مع الفنون التي تقدم، وحرية التفاعل معها بكل الحب والظل الخفيف وروح الفرح والدعابة التي تغلف لعب الرجال في الجلسة وحضور النساء والتفاعل مع الحدث الفني والتمثيل. وأكد غنام أن لمختبر مسرح الجلسة مزايا متعددة منها: يلامس وجدان المشاهدين ويسلك مسالك احتفالاتهم، يعتمد على المؤدي الذي يلعب بشكل مكشوف أمام المشاهدين من دون الحاجة إلى ديكورات، إمكانية عرضه في أي باحة أو ساحة أو قاعة أو مسرح. تستمر فعاليات المرحلة الأولى للمختبر حتى فبراير 2017 بواقع جلسة كل أسبوع. وتتضمن: محاضرات وندوات، ورشة تدريب مستمرة، ورش تدريب قصيرة بالاختصاص، حفلات وجلسات فنون شعبية اختبارية، توثيقاً نظرياً وعملياً.
مشاركة :