إغلاق المحلات التاسعة.. فرحة لم تكتمل!

  • 7/25/2016
  • 00:00
  • 61
  • 0
  • 0
news-picture

إغلاق المحلات عند الساعة التاسعة مساء تأخر سنوات عديدة، وهذا الموضوع اذكر أنني بدأت الكتابة عنه منذ خمسة عشر عاما، وما كتبته حينئذ لم يكن وعيا أو اهتماما خاصا أدركته دون غيري. لقد كان خلاصة آراء نخبة من أهل المال والتجارة ورجال الدولة وخبراء الأمن والعلاقات الإنسانية والاجتماعية. لقد استخلص هؤلاء خطورة إطلاق يد النشاط التجاري يتمدد في ساعات عمله بدون ضوابط، بخلاف ما كانت عليه الحال قبل الطفرة المالية حيث كانت المحلات في مدننا تعمل إلى صلاة المغرب، ثم يتوقف أغلب النشاط التجاري ليعود الناس إلى بيوتهم ليلتفوا حول بعضهم. (سؤال: غياب تلك اللقاءات العائلية حيث تجتمع الأسرة الممتدة ما هو أثره على الشباب؟) ساعات عمل تجارة التجزئة المفتوحة لدينا يخالف ما هو سائد في جميع بلاد العالم، فأغلب النشاط التجاري، بالذات تجارة التجزئة، يقف عند السابعة، ولا يتاح العمل بعد ذلك إلا للمحلات التي لديها قيمة مضافة على الاقتصاد، كأن تساهم في توسيع سوق العمل، أو المحلات التي تخدم مواسم ونشاطات معينة، وطبعا هذا يتيح مصدر دخل للمدينة حيث تدفع المحلات الضرائب للبلدية. ترك النشاط التجاري بدون ضوابط أدى إلى مشاكل عديدة نعاني منها الآن، وأكبر مشكلة أنتجها هذا الوضع السلبي هو توسع التستر التجاري. الآن نحن نجتهد لمحاصرة هذه الظاهرة، والوزارات تتحمل عبئا كبيرا لإعادة ترتيب أوضاع تجارة التجزئة حتى نستفيد من فرص التجارة والعمل الثرية المتاحة لشبابنا. ثمة جوانب عديدة لهذا القرار والحكومة بالتأكيد وقفت على آثاره السلبية والايجابية، ولم يتخذ القرار من فراغ. المهم أن تمضي الحكومة بقوة لتطبيقه، وأن لا تتأثر برأي الأقلية من الناس الذين تأخذهم الطبيعة البشرية الى النزعة الفردية فهم ينظرون للأمور من مصلحتهم الذاتية وهم أعداء ما يجهلون. لقد تأخرنا سنوات عديدة في اتخاذ هذه الخطوة الضرورية لإعادة الهندسة الاجتماعية وتهيئة المجتمع لإنتاج الثروة. لماذا: لان مُتَّخِذ القرار استمع للأقلية. كل واحد منا إذا استسلم لمصالحه ونزواته الخاصة يرغب أن تُفصل الحياة خصيصا له، ولكن اجزم أن أغلبنا مستعد لان يقدم روحه فداء لما هو في مصلحة أهله ومجتمعه وبلده. رغم أن القرار الجديد يعالج جزءا من المشكلة لانه استثنى المطاعم والمقاهي وهذه بحد ذاتها هي جزء من المشكلة. المهم أننا اتخذنا هذه الخطوة، وبعد أن نلمس جميعا إيجابياته، بالتأكيد سوف نتوسع في تطبيقه. أن نأتي متأخرين خير من الغياب. اننا في فرحة، رغم انها لم تكتمل بعد.

مشاركة :