اتحاد الكتاب يحتفي بمنجزَي محمد بن راشد الشعري والفكري

  • 7/26/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: نجاة الفارس احتفى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس، بإبداعات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومنجزاته الثقافية والشعرية، ضمن مهرجان القراءة الذي انطلق، أمس، ويستمر اليوم، في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي. افتُتح المهرجان بكلمة حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث قال إن الدعوة إلى عام أو زمن القراءة في الإمارات، هي الدعوة إلى معرفة النفس والتجربة أولاً، وقد وعت القيادة السياسية أنه لا تمكين من دون معرفة، فكان التوجيه بتخصيص 2016 عاماً للقراءة، ثم تطوير الفكرة بجعل العقد كاملاً، زمن قراءة ومعرفة وتنمية معرفة، بتخصيص أغسطس/آب من كل عام، في العقد الذي نعيش، شهراً للقراءة، وتخصيص أكتوبر/تشرين الأول، من هذا العام - استثناء - للغرض نفسه. وأضاف، نحن في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، جزء أساسي من هذا الحراك، ومسؤوليتنا في التأليف والاختيار والنشر وإقامة النشاط الثقافي مضاعفة، خصوصاً في هذا الزمن الملتبس، حيث محاولة خلط الأوراق، وفرض الأفكار الظلامية لتيارات الظلام، لكن إسهامنا الإيجابي في كل ذلك، في مواجهته، مع استيعاب كل الاستحقاقات والتحديات المتربصة والمقبلة، يجري على نحو عميق لوعينا بأننا كتاب وأدباء دولة طليعية تؤمن بالتنمية الثقافية جزءاً أصيلاً وعزيزاً من التنمية الشاملة التي تمتلك، في الوقت نفسه، سِمَتي التوازن والاستدامة، وكذلك لوعينا بأن التنمية إنما تصل إلى مطارحها البعيدة، المفاجئة ربما وغير المتوقعة، بالتأسيس المعرفي الملازم، تصبح للتنمية هنا رؤية وعينان ومخ وأعصاب وضمير وأخلاق، ويكتسب الحلم أجنحته القوية ليحلق بعيداً وعميقاً، وهذا ما يتحقق اليوم بالضبط في بلادنا، لنتذكر معاً كيف كان المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، زايد الخير، يرسم الحلم بعصاه على رمال الظمأ، فيتحول كل ما حوله إلى ربيع وماء، وكيف كان يحلم القائد المبدع والشاعر والمطلع على التراث وتجارب الأيام، فيسيل من بين أصابع يديه الكريمتين صهيل تلك الخيول المطوقة بخيالها وخيلائها. وذكر الصايغ أن ما حدث بعد ذلك في مرحلة التمكين استمرار وإصرار، وفي عهد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حكومة المستقبل، وهي، من حيث الهيكلة والخطة والأداء، كما رأيتم، حكومة مثقفة تستند، أول ما تستند، إلى المعرفة وكنز المعرفة، نحو تحققها على الأرض، واحدة من أفضل الحكومات في العالم. وتساءل، كيف فكّر محمد بن راشد في نحت مدن النخيل في زرقة بحر الخليج المسافر أبداً من زمان الغوص والعويل إلى زمان المستحيل؟ كيف بنى برج العرب وبرج خليفة؟ كيف نشر سقيا الماء في أربعة أطراف الأرض، ثم أتبعها بسقيا الكتب والقراءة والمعرفة؟ كيف فكّر محمد بن راشد في وزارة للتسامح والسعادة؟ كيف أصبحت لدينا وزارة اسمها وزارة مجلس الوزراء والمستقبل؟ كيف أضيف قطاع تنمية المعرفة إلى وزارة الثقافة؟ كيف دمجت قطاعات التعليم من الحضانة إلى التعليم العالي في منظومة واحدة، ضمن وزارة التربية والتعليم؟ مؤكداً أن هاجسنا اليوم ثقافي ومعرفي بالدرجة الأولى، ونحن من الدول القليلة، بل النادرة، على مستوى العالم، التي يمكن أن تحتفل بأحد قيادييها الكبار، نائب رئيسها ورئيس مجلس وزرائها، شاعراً وكاتباً ومفكراً ومبدعاً. واشتملت الندوة على جلستين؛ الأولى تناولت المنجز الشعري لمحمد بن راشد، بمشاركة الدكتور عارف الشيخ، والدكتور شاكر نوري، والدكتورة بهيجة إدلبي، وأدارت هذه الجلسة الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد. وشارك الدكتور عارف بورقة عنوانها: قراءة في كتابات الشيخ محمد بن راشد، ومما جاء فيها: إنني أعلم أن الشيخ محمد بن راشد عالم في عالم، وهو شخصية استثنائية كشخصية مجدد القرن الذي لا تجود بها الدنيا إلّا كل مئة سنة مرة، مضيفاً أن من أراد أن يتعرف إلى شخصية سموّه، فعليه أن يضع نصب عينيه عناوين رئيسية مثل الأصالة والرؤية والاستراتيجية والحنكة والذكاء والدهاء والقدرة الخارقة والنبوغ والابتكار والإبداع والفراسة والتنبؤ والتفاؤل والتسامح والرياضة. كما قدم نبذة عن حياة سموّه، وعدد من أقواله، مستعرضاً أهم كتب سموّه. مشيراً إلى أسلوب النثر والشعر في كتابات سموّه. من جهته، قدّم نوري ورقة بعنوان قوة الشعر وقوة الشخصية، اشتملت على سبع أفكار في شعر محمد بن راشد، موضحاً أن في شعر سموّه تزواجاً بين المفردات والمترادفات والمتضادات بناء صورة صادمة نستطيع أن نلمس فيها قوة الشعر، وهذا نابعٌ من قوة الشخصية التي يتمتع بها الشاعر، يكتب كقائد وحاكم وبانٍ ومنظّر ومؤسس ورؤيوي، وكل ذلك ينعكس في شعره. كما شاركت الدكتورة إدلبي بورقة: مرايا الخطاب الشعري وشعرية الرؤيا لدى الشيخ محمد بن راشد، قالت فيها: ترتبط عين الشاعر بقلبه، وعين الشاعر ليست كبقية العيون، وقلبه أيضاً ليس كبقية القلوب، ترى عين الشاعر ما لا يراه غيره، ومعرفة الشاعر بخبايا مجتمعه تجعله أقرب إليه قائداً، وإحساس الشاعر بجماليات الحياة من حوله تنعكس عليه في قراراته وخياراته، وحتى في مشاريعه التي ينفذها ويريدها دائماً كلوحات فنية تخاطب الإنسان وتتفاعل معه، موضحةً أن هذا ما قاله سموّه عن الشعر والقيادة. وأضافت لا شك في أن الانسجام في أفكار محمد بن راشد عبر مقامات الكتابة المختلفة، يكشف عن بصيرة الذات التي تجعل من الخطاب الشعري، وأدواته، وصوره، وكثافة رؤاه، مفردة من مفردات الانسجام الكلي بين الخطابات المختلفة، فكل خطاب لديه مناص للخطاب الآخر، يستعين به الدرس النقدي في تأسيس مظانه في قراءة النص، وإذا ما كان السرد لدى سموّه سرداً، وسمتُه بالسرد اللين، الذي يكثف اللغة في الكائن، ويكثف الكائن في اللغة، عبر رؤية كاشفة، وحكمة باسقة، تستفز الحاضر للوصول إلى المستقبل، فإن لغة الشعر لديه تزن لغة الفلسفة بميزان التأمل، فهو في فكره شاعر، وفي شعره مفكر. محمد بن راشد وضع الفلسفة في خدمة الحكم رصدت الجلسة الثانية أهم الملامح الخاصة بفكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بمشاركة كل من الروائي الإماراتي علي أبوالريش والكاتب الجزائري خالد بن ققة، المستشار الإعلامي لاتحاد الكتاب العرب، رئيس التحرير التنفيذي لمجلة الكاتب العربي، والكاتب الموريتاني، محمد ولد المنى، وأدار الجلسة عبدالرحمن النقي. وقال أبوالريش إنه توجد ثلاث فلسفات في العالم، غيّرت الكون، وأن الإمارات هي النظرية الرابعة المميزة في هذا الكون، موضحاً أن فكر محمد بن راشد، يتوازى وكبار الفلاسفة في العالم على مر التاريخ، مستشهداً بأمثلة حية واقعية، مثل مقولة سموّه إن وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، والتي يلتقي فيها مع الفارابي، عندما حكى عن السعادة، وكذلك يتحدث عن روح الفريق الواحد وتناغم الإنسان مع ذاته وداخله، فضلاً عن حديثه عن أن الاتحاد قدرنا ومصيرنا وحياة أجيالنا. وقدم بن ققة ورقة بعنوان: محمد بن راشد وصناعة الفعل الثقافي العربي.. قراءة في كتاب رؤيتي، ومما جاء فيها تركّز اهتمامي على أفكار وأطروحات الشيخ محمد بن راشد منذ صدور كتابه رؤيتي في عام 2006، وهذا يعني أن هناك عشر سنوات مرت من المتابعة، وقد حفلت هذه السنوات بجملة من الإنجازات في الإمارات، صاحبتها انتكاسات على مستوى الدول العربية الأخرى، وصلت إلى حد غير مسبوق منذ تحرر دولنا من الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي، وقبل ذلك البرتغالي، وبين المتحقق والمفقود، والتيه والرشاد، والتنمية والخلف، والريادة والتراجع، أدركت، وربما هناك كثُر يشاركونني تصوري، أن المنجز المعرفي ـ الكتابي لمحمد بن راشد، وأنا هنا أقصد رؤيتي تحديداً، يمثل مرجعاً للحكم على المواقف أولاً، ولتحقيق التصورات الكبرى ثانياً، والتفاعل مع الأفكار في بعدها الإنساني ـ العالمي ثالثاً.

مشاركة :