القاهرة: الخليج وسط حالة من الذهول من أسرته وأصدقائه والمقربين منه والجماهير، شيعت أمس جنازة المخرج الكبير محمد خان عبقري السينما الواقعية، الذي وافته المنية إثر أزمة صحية مفاجئة نقل على أثرها إلى المستشفى مساء أمس الأول، وفاضت روحه فجراً، عن عمر يناهز 73، إثر إصابته بنزلة معوية حادة أدت إلى انخفاض كبير في ضغط الدم ما أودى بحياته بشكل مفاجئ. وأصيبت عائلته بصدمة، خاصة أنه لم يكن مريضاً خلال الفترة الماضية. سيطر على الجنازة مشهد الحزن والهدوء، حيث لم يحضر سوى عدد قليل من الفنانين، إذ لم يتمكن أغلبهم من معرفة الخبر، فضلاً على تواجد عدد كبير منهم خارج القاهرة لقضاء الإجازة الصيفية. كانت أسرة الفقيد قد نقلت جثمانه من مستشفى الأندلس الذي توفي فيه بعد الانتهاء من استخراج تصاريح الدفن، إلى المسجد الكويتي بضاحية المعادي لتشييع جثمانه إلى مقابر الأسرة في منطقة القطامية نفسها، ورافق الجثمان مع الأسرة من المستشفى مدير التصوير سعيد شيمي، الصديق المقرب لخان، ليتم تشييع جنازته وسط حزن وبكاء شديدين من المتواجدين، بفقدانهم مخرجاً عظيماً ومهماً، أثرى السينما المصرية والعربية بأفلامه. حرص على حضور الجنازة كل من الفنانين خالد النبوي، سيد رجب، سامح الصريطي، والمنتج محمد حفظي، والإعلامي محمود سعد، والمخرج يسري نصر الله، والمنتج جابي خوري، والمخرجة كاملة أبو ذكري، والفنانة ابتهال الصريطي، وسلوى محمد علي، وأشرف زكي نقيب الممثلين، ونقيب السينمائيين مسعد فودة، وظهرت زوجة المخرج الراحل الكاتبة وسام سليمان في حالة انهيار تام ولم تتمالك نفسها من البكاء ومعها أسرة محمد خان ابنته نادين خان وأبناؤه، كما خيم الحزن الشديد على المخرجة كاملة أبو ذكري، التي سالت دموعها بمجرد خروج جثمان خان من المسجد عقب انتهاء صلاة الجنازة بعد ظهر أمس، وخروج الجثمان من المسجد. قال أشرف زكي: خسرت مصر والأمة العربية مخرجاً كبيراً بقامة الراحل محمد خان، ذلك المخرج المصري قلباً وقالباً، الذي حمل هموم الوطن في قلبه وعقله. أما الكاتب مدحت العدل فقال: المخرج العبقري محمد خان واحد من أعظم من قدموا مصر الحقيقية في أفلامه، وللأسف لم يحصل على جنسيتها إلا قبل عامين فقط، فقد قدم الكثير للسينما المصرية والعربية. فيما نعت السفارة البريطانية المخرج الراحل وكتبت على موقع التدوينات القصيرة تويتر: تنعى السفارة البريطانية والعاملون بها المخرج محمد خان، يرحل المبدعون لكن تظل أعمالهم خالدة. يعد محمد خان من أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينات وطوال ثمانينات القرن الماضي، وانحسر نشاطه السينمائي خلال السنوات الأخيرة، شارك في كتابة 12 قصة من 21 فيلماً قام بإخراجها، متزوج من وسام سليمان كاتبة السيناريو التي كتبت له فيلمي بنات وسط البلد وفي شقة مصر الجديدة، وتعمل ابنته نادين خان في مجال الإخراج السينمائي، وكان آخر أفلامه قبل زحمة الصيف الذي عرض مؤخراً في دور العرض السينمائية، بطولة هنا شيحة وماجد الكدواني وأحمد داوود، والذي كان مطروحاً في دور العرض أوائل العام الجاري، ونال على أثره خان جائزة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، فيما كان يستعد لدخول فيلم جديد بعنوان بنات روزا بطولة غادة عادل، وكان مقرراً أن يبدأ في تصويره نهاية أغسطس المقبل، إلا أن القدر لم يمهله لذلك. وترك خان وراءه رصيداً كبيراً من الأعمال السينمائية من بينها، ضربة شمس (1978)، والحريف (1983)، ومشوار عمر (1985)، وزوجة رجل مهم (1987)، وأيام السادات (2001)، وفي شقة مصر الجديدة (2007).
مشاركة :