قامت جمعية قطر الخيرية بتقديم مساعدات طبية لسكان غزة، استفاد منها ما يزيد عن 2000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال الدعم المقدم للجمعيات المعنية بالجرحى والمعاقين، ضمن مشروع دعم خدمات القطاع الصحي، الذي انطلق قبل ثمانية أشهر، وسيستمر على مدار عامين. ويساهم هذا المشروع الممول من قبل مجلس التعاون الخليجي (التخصيص التاسع) بدعم من البنك الإسلامي للتنمية (جدة)، بقيمة 21,900,000 ريال قطري، -يساهم- في توفير الخدمات الصحية ودعم القطاع الصحي في قطاع غزة، من خلال تنفيذ ثلاثة عناصر رئيسية هي: توفير أدوية ومستلزمات طبية ومواد مختبر لمستشفيات وزارة الصحة، وتوفير قطع غيار وصيانة الأجهزة الطبية والكهروميكانيكية لضمان استمرارية العمل في مستشفيات القطاع، إضافة إلى تزويد مختبر الصحة العامة بجهازي الفحص اللوني والطيفي لفحص الأغذية والأدوية والمياه؛ لتحديد مستوى المواد غير المرغوب بها كالأصباغ والمواد الحافظة. سعادة المستفيدين وقد غمرت الفرحة المواطن حسن ماضي، عندما حاز على عكازين مساعدين ليعيناه على المشي، وكان الأمر بالنسبة له باعثا على النشاط والحيوية، حيث بدا ذلك على وجهه، وسبق لماضي الذي يزيد عمره عن 50 عاما أن أصيب خلال الحرب الأخيرة على غزة في ساقه اليسرى، واستقرت حالته بعد إجراء عدة عمليات جراحية، لكنه ظل يعاني من عدم القدرة على الاستقامة إلا بوجود عكاز يساعده. كما ظفر المواطن خليل أبو فول الذي يعاني أزمة صدرية حادة- بجهاز مولد للأكسجين يعينه على التنفس، حيث تسلم الجهاز رفقة أحد أبنائه، وبعد استلامه الجهاز أعرب عن فرحته قائلا: «لا أحد يعلم حاجتي الماسة إلى هذا الجهاز، إنه على الأقل يساعدني في البقاء على قيد الحياة». من جانبه أكد مدير مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة المهندس محمد أبو حلوب، على أهمية هذا المشروع وما يشمله من تجهيز وتأهيل أقسام الكلى الصناعية في غزة، إلى جانب توفير معدات وأدوات طبية مساعدة للجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين. وأكد أبو حلوب، أن الهدف من المشروع هو تحسين الخدمات الصحية المختلفة في قطاع غزة، ومعالجة أزمة الإمكانات التي يعانيها القطاع الصحي، وكذلك شح الأدوية والمستلزمات الطبية والمخبرية، مشيرا إلى مساعيهم لتعزيز قدرة المستشفيات في مجال التشخيص والعلاج، إضافة إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المرضى وأسرهم. وأضاف أن هناك تأثيرا إيجابيا للمشروع على الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد تحسين حركة النقل بالنسبة لهم، وكذلك محاولة الحد من المضاعفات الناتجة عن الإعاقة، وتحسين الخدمات التأهيلية المقدمة من مزودي خدمات التأهيل من القطاع الأهلي. بدوره أشاد مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل في جمعية الإغاثة الطبية، -إحدى الجمعيات الشريكة في تنفيذ هذا المشروع- بدور قطر الخيرية في تحسين الخدمات المقدمة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا جرحى العدوان المتكرر على غزة. وأكد أن الأدوات الطبية المساعدة تشكل هماً كبيراً بالنسبة لمئات المرضى، وبالتالي يعدُّ توفيرها من قبل قطر الخيرية عملا يساعد في تخفيف العبء الملقى على عاتق أسرهم، لاسيما الأسر الفقيرة، مبينا حاجة القطاع الماسة للعديد من المشاريع الخاصة بتحسين خدمات القطاع الصحي، خصوصا ما يتعلق بالجرحى والمعاقين. ويعد مشروع دعم خدمات القطاع الصحي، جزءا من باقة مشاريع تقوم على دعم القطاع الصحي، بعضها يتعلق بتوريد الأدوية ضمن برنامج التدخل الطارئ لمساعدة جرحى الحرب، إضافة إلى تزويدها بالوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب تجهيز المخططات الهندسية لإنشاء مبنى مستشفى الباطنة بمجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، بقيمة مالية بلغت 582,000 ريال قطري. كما نفذت قطر الخيرية مشاريع تجهيز المستشفيات بمعدات وأجهزة إلكتروميكانيك، شملت توريد المولدات، إضافة إلى استبدال مصاعد لعدد من المستشفيات القائمة، وتأهيل أنظمة التعقيم والتهوية الميكانيكية، بقيمة تتجاوز 10 ملايين ريال قطري، حيث يعد القطاع الصحي بغزة، من أكثر القطاعات المتضررة من الحصار والعدوان، على ضوء الشح الذي يعانيه في الموارد وضعف الإمكانات.;
مشاركة :