سمى الحزب الديمقراطي، أمس الأول، رسمياً وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون مرشحته للانتخابات الرئاسية، لتصبح أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تحصل على ترشيح أحد الحزبين الرئيسيين لأهم منصب في البلاد والعالم. وسط خلافات قوية تعصف بالحزب الديمقراطي الأميركي، ومع تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب في بعض استطلاعات الرأي، دخلت السيدة الأميركية الأولى سابقاً، هيلاري كلينتون التاريخ كأول امرأة يرشحها حزب كبير لمنصب الرئاسة، بعد أن أعلن الحزب الديمقراطي أمس الأول، في فيلادلفيا أن كلينتون، البالغة من العمر 68 عاماً مرشحته الرسمية للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل. وعلى غرار نتائج الانتخابات التمهيدية، حصلت وزيرة الخارجية السابقة على دعم غالبية المندوبين، متجاوزة عتبة الأصوات الـ2.382 الضرورية؛ من أجل الحصول على الترشيح الرسمي للحزب الديمقراطي. وقالت كلينتون، إنه "يوم رائع وامسية رائعة". وكانت تتحدث من نيويورك في تسجيل فيديو تم بثه مباشرة أمام مندوبي الحزب البالغ عددهم خمسة آلاف المجتمعين في فيلادلفيا. وقالت: "لا يمكنني أن أصدق أننا أحدثنا شرخاً غير مسبوق في السقف الزجاجي"، في إشارة إلى الحواجز الخفية، التي تعرقل المسيرة المهنية للنساء. وأضافت "أشكركم جميعاً. أشكر كل الذين عملوا ليصبح ذلك ممكناً". وتابعت: "إذا كانت فتيات يتابعن مساء اليوم ما حدث، أود أن أقول لهن إنني قد أصبح أول سيدة تتولى الرئاسة، لكن واحدة منهن ستكون التالية". بيل كلينتون وكدعم لها، صور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون زوجته هيلاري ،أمس الأول، على أنها قوة ديناميكية للتغيير، ومناضلة منذ أمد بعيد من أجل العدالة الاجتماعية، وهو يتحدث عن مسعاها التاريخي للوصول إلى البيت الأبيض. وقال الرئيس الأسبق لمؤتمر الحزب المنعقد في فلادلفيا، إن "هيلاري زعيمة طبيعية تملك شعوراً داخلياً بالمسؤولية". وأضاف "هيلاري مؤهلة على نحو فريد لاغتنام الفرص، وتقليل المخاطر، التي نواجهها، وهي لا تزال أفضل صانعة للتغيير عرفتها على الإطلاق". قبول الترشيح وساندرز واستقبلت كلينتون ترشيحها رسمياً أمس، وذلك في ختام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، على أن تواصل في اليوم التالي حملتها الانتخابية إلى جانب تيم كاين، الذي اختارته لمنصب نائب الرئيس، في حال فوزها في الانتخابات، التي ستتواجه خلالها مع ترامب في 8 نوفمبر. وتظاهر عدد من المندوبين المؤيدين للاشتراكي بيرني ساندرز تعبيرا عن استيائهم، في حين أمنت ولاية داكوتا الجنوبية الأصوات اللازمة لكلينتون في اللحظة الحاسمة. ويأتي هذا الاستياء، بعد أن كشفت تسريبات للجنة الوطنية الديمقراطية أن بعض الديمقراطيين تآمروا على ساندرز لعرقلة ترشحه للرئاسة، الأمر الذي دعا المؤتمر إلى الاعتذار منه. وخلال عملية فرز الأصوات لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي، ظهر ساندرز وسط القاعة بين مندوبي ولاية فيرمونت. وطلب هو بنفسه وقف عملية الفرز. وقال "أطلب بأن يوقف المؤتمر العام عملية الفرز، وأن يتم تسجيل الأصوات وتعيين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية". وهذا الطلب، الذي قدمه ساندرز في أجواء من الوحدة، وافق عليه المندوبون، الذين رقص بعضهم فرحاً حاملين لافتات كتب عليها حرف "الهاء" في إشارة إلى شعار المرشحة هيلاري. وفي رد على استهجان أنصاره، قال ساندرز، أمس الأول، أمام مندوبي كاليفورنيا: "من السهل إطلاق صيحات الاستهجان تجاه شخص ما، لكن الأصعب هو النظر في عيون أولادكم إذا كانوا سيعيشون في ظل رئاسة دونالد ترامب". أوباما وروسيا من جانبه، رفض الرئيس الاميركي باراك أوباما، في مقابلة بثت أمس، استبعاد محاولة روسيا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لترجيح كفة ترامب. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الاميركية ذهبت بعيداً في اتهامها روسيا بتسريب رسائل إلكترونية للجنة الوطنية الديمقراطية، قال أوباما إن "كل شيء ممكن". وأردف قائلاً: إن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يواصل التحقيق في هذه القضية. وأوضح أوباما أنه لا يستطيع أن يقول شيئاً عن الدوافع الدقيقة، ولا عن عملية تسريب الرسائل، لكنه على علم بتعليقات ترامب بشأن روسيا. وأضاف أن "دونالد ترامب عبر مراراً عن إعجابه بفلاديمير بوتين"، مشيراً إلى اعتقاده بأن ترامب حصل على تغطية مؤيدة له من روسيا في المقابل. وتابع الرئيس الأميركي، أن "ما نعرفه هو أن الروس يقومون بقرصنة نظامنا. ليس أنظمة للحكومة فقط، بل الأنظمة الخاصة أيضاً". وكانت الشركة الأمنية "كراودسترايك" كشفت أنها واجهت اختراقاً مشبوهاً في أبريل بأنظمتها، وتعرفت على خصمين متطورين مرتبطين بالاستخبارات الروسية. وفي رد على أوباما، نفى الكرملين مجدداً أمس، أي تدخل في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رداً على سؤال حول التصريحات، التي أدلى بها أوباما: إن "الرئيس بوتين قال عدة مرات، إن روسيا لم تتدخل أبداً، ولن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما، وخصوصاً في العملية الانتخابية لدول أخرى". ووصل أوباما، أمس، إلى فيلادلفيا للدفاع أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي عن أدائه خلال السنوات الثماني، التي أمضاها في السلطة، وقطع الطريق أمام ترامب وإعطاء زخم لهيلاري. وبحسب البيت الأبيض، فإن أوباما يعمل على إعداد هذا الخطاب منذ عدة اسابيع، لكن هذا اللقاء أمام أنظار عشرات ملايين الأميركيين سيكتسب بعداً خاصاً بالنسبة إليه. ترامب والسوريون وتابع ترامب أمس، هجومه على هيلاري مستغلاً ملف الهجرة عبر تويتر قائلاً: " الفاسدة هيلاري تريد إغراق بلادنا بالمهاجرين السوريين ، والذين نعرف عنهم القليل أو لا شيء. الخطر كبير". ولم يسلم ساندرز من سخريته، فقال " لقد غادر أنصار ساندرز المؤتمر الديمقراطي، فهل ذهب هو للنوم؟". وحول اتهام روسيا بمساعدته قال: "ليس لدي استثمارات في روسيا".
مشاركة :