تدريجياً أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أداة حاسمة في كشف كل أوجه الخلل في المجتمعات بدقة، على نحو يفوق قدرة وسائل الإعلام التقليدية، لكن الأهم أن هذه المواقع خارجة عن سيطرة أي جهة أو هيئة أو سلطة، فالفرد العادي الذي يملك هاتفاً محمولاً متصلاً بالإنترنت هو البطل الرئيسي في الأمر برمته لأنه المصدر والصحفي ورئيس التحرير والشاهد.. وأحياناً الضحية. وتنقل وكالة الأنباء الفرنسية عن أستاذ علم الاجتماع في جامعة براندون بكندا كريستوفر شنايدر قوله: «كانت هناك تأويلات عدة لما يوصف بعنف الشرطة أو سوء التصرف، وحتى اليوم، كانت هذه التفسيرات تصدر عن أجهزة الشرطة والمسؤولين الكبار». ويضيف الأستاذ الجامعي الذي وضع كتاباً صدر هذا العام حول «ضبط النظام العام ومواقع التواصل»، «اليوم، يتم بث أشرطة الفيديو فور وقوع الحادث، ويمكننا جميعاً أن نحكم على أعمال العنف». وقد كان شنايدر يعلق بذلك على انتشار شريطي فيديو يصوران اللحظات الأخيرة لمواطنين أسودين وهما يقتلان برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، ما أثار صدمة في الولايات المتحدة وأحيا الجدل حول عنف رجال الشرطة مع السود. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما حينها إن «تسجيلات الفيديو زادت نسبة الإدراك عند الناس» بالنسبة إلى هذه القضايا. في 1991، أظهر شريط فيديو التقطه «مواطن صحافي» سائق التاكسي رودني كينغ يتعرض للضرب على أيدي عناصر في الشرطة، ما أثار عمليات شغب واضطرابات في لوس أنجليس. ولعله شريط الفيديو الأقدم من هذا النوع على مواقع التواصل الاجتماعي. ... المزيد
مشاركة :