أكتب هذا المقال والغيرة على بلدي الكويت تعصرني وتضيق خلقي وتجعلني أتعجب من سكوت المسؤولين في الكويت خاصة المسؤولين عن الأرصاد الجوية وخبرائها ومستشاريها وهم يسمعون عن الضجة المفتعلة في العالم عن درجة الحرارة المرتفعة في الكويت كما يحلو أن يسمونها ولا يردون عليهم وهم الذين وضعوا الكويت على صفيح ساخن وتشكيل اللجان من الأمم المتحدة المتمثلة بالمنظمة الدولية للأرصاد الجوية وتصريح المسؤولين فيها بتصريحات عن ارتفاع حرارة الجو والمبالغ فيها وغير صحيحة ومع الأسف الشديد مستندين بهذه التصريحات على ما سمعوه من أخبار نشرت بالإعلام الكويتي نسبوها إلى التصعيد الرسمي باقتراحات بتمديد العطلة الرسمية إلى ثلاثة أيام في الأسبوع تشمل الوزارات والجهات الحكومية بسبب ارتفاع درجة الحرارة ولا نعرف كيف جاءوا بهذه التصريحات التي لم نسمع عنها نحن في الكويت فكيف سمعوا عنها وهم في خارج الكويت والأمر عجيب ومتناقض . والمهم نقول اشفيكم على الكويت واشصاير فيكم عن ارتفاع حرارة الكويت ولقد وصلت هذه المبالغة والتشويه الإعلامي المقروء والمسموع والمرئي إلى حد درجة لا تصدق . لقد نشرت هذه الأخبار عن درجة الحرارة المرتفعة بعناوين بارزة وملفتة للنظر في الصفحات الأولى من بعض الصحف والجرائد وتخصيص أكثر من نصف صفحة للتحدث عن ارتفاع حرارة الجو إلى جانب تصدر ارتفاع الحرارة في الأخبار والتعليقات في مختلف الفضائيات . ولقد بالغ البعض بالقول بإجبار سكان الكويت لزوم بيوتهم واللجوء إلى المجمعات التجارية وأن الكويت تشتعل ويصطلي سكانها على صفيح ساخن ومنع التجول أو حظره اختياريا لمن يريد أن يبقى في منزله ولا يتجول في الشوارع والطرقات . ومن قال لكم هذا الكلام المفبرك وأن الازدحام على أشده من كثرة سير المركبات في الشوارع والطرقات كما بالغوا بالقول بأن بعض الناس يقلون البيض في إناء على أشعة الشمس وأن الكويتيين يحسدون بعضهم على سفر البعض إلى الخارج هربا من ارتفاع الحرارة . كما بالغوا بالقول بأن أربعة أيام من العمل كافية لإنجاز المعاملات من المراجعين وتعطيل ثلاثة أيام في الأسبوع ولو لمدة شهرين بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقد غاب عن بالهم أو لم يغب أن الحرارة لا يحد ارتفاعها ساعات العمل في الكويت لفترة بقية وقت العمل وما هي العلاقة بين عطلة ثلاثة أيام وبين ارتفاع درجة الحرارة وهذا للعلم لمن لم يدري أو يدري مجرد اقتراح قابل للنقاش ولم يصدر قرار بالموافقة أو عدم الموافقة عليه . فاتقوا الله في الكويت يا من تتصيدون في المياه العكر وتبون أي شيء عن الكويت ولم تجدوا غير ارتفاع حرارة الصيف في الكويت لتتحدثون عنها وتتركون مشاكل العالم التي تدور من حولكم ومسكينة الكويت مأكولة ومذمومة وهذا هو قدرنا مع الذين لا يحبون الكويت . يبقى القول والسؤال عن هذا التناقض في مرافق الدولة الحكومية عن ارتفاع درجة الحرارة ويا ترى من نصدق إدارة الأرصاد الجوية التابعة للطيران المدني في الكويت وليس في بلد آخر ومرة يقولون درجة الحرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية ومرة يقولون 44 درجة مئوية ولو أن الفرق بينهم أيام وليس أشهر أو سنوات مما جعل الشامتين بالكويت والذين لا يحبونها أن يختاروا 54 درجة مئوية ليتحدثوا عنها . وبعدين نقول لكم هل نسينا أو تناسينا الطقس في الكويت أيام زمان وأيام الكويت الحلوة الجميلة خاصة في فصل الصيف رطوبة شديدة لا حد لها تبلل بالماء الفراش وكنابلنا ومخادتنا ونحن ننام عليها فوق سطوح منازلنا المكشوفة ولم يشتكي أحد من الحرارة الشديدة والرطوبة والغبار الأحمر الذي يسد الطرق والأحياء وكنا نتقبل كل ذلك براحة البال ولم يرأف أحد بحالنا ولا يدرون عنا . مع أنه لا توجد لا كهرباء ولا مبردات للهواء ولا حتى مراوح سقفية وكنا ننام تحت (الباكدير) الذي ينساب الهواء منه والذي لا يعرفه جيلنا الحاضر فقولوه لهم واشرحوا عن طقسنا الحار في ذلك الوقت الذي تحمله الأجداد والآباء والشكوى الآن عندما تنطفئ الكهرباء لعدة ساعات وليس أيام والله يرحم أيام زمان . آخر الكلام : التعجب بتشكيل اللجان للنظر ومناقشة حرارة الجو المرتفعة في الكويت وحرارة الجو ظاهرة من الظواهر الطبيعية . لذلك لماذا لم تشكل اللجان للمطبات الهوائية في الجو التي تحدث في الجو لجميع الطائرات التي تملكها شركات الطيران فلماذا لا تقولوا أن سبب المطبات الهوائية لبعض الشركات وتحاسبونها عن المطبات الهوائية . إلى جانب الزلازل والفيضانات والحرائق في العالم بسبب الظواهر الطبيعية ولكنكم شاطرين على الكويت وحرارتها المرتفعة وخلونا نعيش مع كويتنا بحلاوة حرارتها الشديدة وبرودة طقسها وشوفوا لكم غيرنا الله يخليكم ونحن راضيين بكويتنا بحلوها ومرها . وأخيرا يبقى القول لماذا لا نعقد المؤتمرات الصحفية والتصريحات الرسمية بالرد على ما أثير حول ارتفاع حرارة الجو في الكويت لنقول لهم اشمعني الكويت اخترتموها من بين دول العالم وجعلتموها ثاني دولة في العالم في ارتفاع شدة الحرارة . ولكن مجرد السكوت يزداد تماديا بالحديث أكثر عن كل ما يطرح بالكويت حتى وصل الأمر بوصف الكويت تعيش على صفيح ساخن تقلي البيض على أشعة الشمس ومجال للطرف والنكت دون غيرها من دول العالم والله يحفظك يا الكويت وراضيين بحرارة جوها الذي اعتدنا عليه واعتاد المقيمين والمخلصين الأوفياء معنا . وللعلم أنا أكتب هذا المقال بعد رجوعي إلى البيت في منتصف النهار ولم أجد هذه المبالغات بارتفاع حرارة الجو ومعظم الكويتيين متواجدين في الكويت ولم يهربوا بالسفر إلى الخارج هربا من شدة حرارة الجو ولم أشاهد أحدا يقلي البيض في إناء على أشعة الشمس والعمال يعملون في الشوارع والطرق والمباني وأن هناك قرار بتوقف العمل في فترة الظهيرة وهذا للعلم أيضا لكم وسلامتكم. بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmai.com
مشاركة :