أصبحت المشكلات المالية، والعوز الذي يواجهه الاتحاد العراقي لكرة القدم هذه الأيام، أزمة حقيقية تعترض وتهدد مستقبل منتخباته، وتلقي بظلالها القاتمة على مهامها، وفي مقدمتها المنتخب الأول الذي يستعد للمشاركة في منافسات التصفيات النهائية لمونديال 2018. وضع مختلف للأولمبي يستعد منتخب العراق الأولمبي، هذه الأيام، للمشاركة في ألعاب ريو دي جانيرو، حيث الرهان الأولمبي العراقي على منتخب كرة القدم في المقام الأول، على الرغم من صعوبة المهمة. وكان هذا المنتخب قد تكفلت به بشكل كبير اللجنة الأولمبية العراقية، بالنظر إلى الصعوبات الكبيرة التي يعانيها الاتحاد العراقي لكرة القدم من الناحية المالية. وأنفقت اللجنة الأولمبية أموالاً طائلة، لم يتم الكشف عن أرقامها، كلها وظفت لبرنامج إعداد المنتخب الذي أمضى جولات طويلة الأمد في إسبانيا وألمانيا والسويد، في وقت أعرب مسؤولو بعض الاتحادات عن استيائهم من عدم توفير برامج تدريب ملائمة ومتميزة لرياضيين متأهلين رسمياً إلى الأولمبياد. وقال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبدالخالق مسعود، في تصريحات صحافية: «بدأنا فعلاً الآن نواجه مشكلات قاسية وصعبة على المستوى المالي، بعد أن أخذت ميزانية الاتحاد بالتناقص، وربما تتلاشى تماماً في الوقت الذي تنتظر منتخباتنا أكثر من مهمة قارية ودولية». ويعتمد الاتحاد العراقي لكرة القدم، هذا العام، على ميزانية مالية مخصصة له قدرها أربعة ملايين و250 ألف دولار، يُدفع معظمها رواتب وعقود مدربي المنتخبات والأجهزة الفنية العاملة معها. وأشار مسعود إلى أن «الاتحاد يحاول إقامة معسكرات خارجية ومحلية للمنتخب في الوقت الحاضر، لكن في الأيام المقبلة لا نستطيع تأمين ذلك، والجميع يطالبنا بالنتائج، فكيف نحقق ذلك ولا يمكننا أن نؤمّن مكافآت متواضعة للاعبين». ويعول الاتحاد العراقي على مبادرات تقدم عليها بعض الاتحادات الخليجية، وهي تستقبل المنتخبات العراقية في معسكرات قصيرة، تتكفل بتغطية نفقاتها مقابل إجراء المباريات الودية التجريبية مع المنتخبات العراقية. ويستعد المنتخب العراقي الأول للدخول في معسكر خارجي في قطر، مطلع الشهر المقبل، لمدة أسبوع، يلتقي خلاله نظيره القطري ودياً في الثامن منه. وينتظر المنتخب العراقي استهلالاً صعباً في رحلة التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، عندما يحلّ ضيفاً على نظيره الإسترالي في الأول من سبتمبر المقبل في بيرث الأسترالية، قبل أن يشد رحاله إلى ماليزيا لمواجهة السعودية بعد خمسة أيام من ذلك التاريخ. وأضاف مسعود «نأمل أن تلفت هذه العراقيل والمشكلات المالية الحادة أنظار الجهات الحكومية المعنية للإسراع بتقديم دعم مالي لإنقاذ مشوار منتخباتنا، وفي مقدمتها المنتخب الأول، سنذهب مستقبلاً إلى تلك الاستحقاقات بما هو متاح أمامنا من إمكانات مادية متواضعة جداً، وربما لا نستطيع مواصلة المشوار لأن كل شيء سينفد». وينتظر المنتخب العراقي للشباب أيضاً مهمة لا تقل صعوبة، وذلك بمشاركته في نهائيات آسيا المقررة في البحرين، أكتوبر المقبل، وكذلك منتخب الناشئين الذي يعسكر الآن في قطر، وقبلها كان في الإمارات على نفقة الاتحاد الإماراتي، والذي يستعد هو الآخر للمشاركة في النهائيات القارية بالهند نهاية العام الجاري.
مشاركة :