يبدو أن المنازل الأنيقة المنظمة والأطفال لا يجتمعان معا، خصوصا في غرف نوم الأطفال، حيث تبدو أكوام القطع الخشبية كأطلال المدن المدمرة بعد غارة جوية، والكتب متناثرة على الأرض، بينما الدمى ملقاة على ظهورها، وعيونها الزجاجية شاخصة إلى السقف. ويشعر كثير من الآباء والأمهات أنهم يستطيعون ترتيب هذه الفوضى على نحو أسرع من ترك الأمر برمته إلى أطفالهم، ولكن هذا ليس الخيار الصحيح، من منظور مسؤولي رعاية الشباب في منطقة بافاريا بألمانيا، الذين يرون أن القيام بذلك يحرم الأطفال من فرصة الإحساس بتحمل المسؤولية عن هذه الفوضى. ومن الناحية الفطرية، لا يوجد هناك دافع طبيعي لدى أغلب الأطفال لأتباع قواعد النظام، غير أن الخبراء يرون أنه يمكن التغلب على ذلك إذا كانت هناك رغبة لدى الوالدين. وينصح الخبراء بقيام الآباء والأمهات بالتعاون مع الأطفال وتشجيعهم على ترتيب غرفهم الخاصة بهم، رغم أنه ليس من المتوقع أن يتم هذا الأمر على نحو مثالي في البداية، فالأمر يكون أصعب على الأطفال منه على البالغين. والأطفال يجب أن يمارسوا تنظيم الأشياء بانتظام حتى يصبح ذلك عادة سلوكية في حياتهم اليومية. ويحذر الخبراء من الصراخ في وجه الطفل، ويعتبرونه طريقة سيئة لا تؤدي إلى غرس عادة النظام وترتيب الأشياء في عقل الطفل. ويتعين أن يحسن الآباء اختيار توقيت حث الأطفال على ترتيب غرفهم، حتى لا يربطون ذلك بمشاعر سلبية. فعلى سبيل المثال، لا تطلب من الطفل ترتيب غرفته في وقت يمارس فيه هوايته المفضلة، أو عندما يكون متعبا للغاية ويحتاج إلى الذهاب للراحة في سريره.
مشاركة :