«بابا أوسّو» يُوزّع الفرح على شواطئ سوسة

  • 7/28/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

قبل ساعات من بدء الاحتفال، بدأ الناس يتدفّقون لحجز مكان مناسب على جانبَي الطريق الطويل في كورنيش سيدي بوجعفر (مدينة سوسة) الذي يحتضن سنوياً «كرنفال أوسّو» أو «استعراض بابا أوسّو»، وهو إله البحر في الأسطورة الإغريقية. الكرنفال الذي يُعدُّ واحداً من أهمّ الكرنفالات في ضفتَي المتوسط، حضره أكثر من 150 ألف متفرّج من غالبية ولايات الجمهورية حيث بات إحدى سِمات جوهرة الساحل التونسي... وعاشت مدينة سوسة على وقع الفرح والمحبة، ووقفت عروساً في أبهى صورة، تداعبها الأضواء والألوان من كل جانب. ويؤكد المنظّمون أنّ كرنفال «بابا أوسّو» ليس مجرد استعراض وموسيقى ورقص، بل تاريخ وذاكرة جماعيّة واستحضار للأمجاد ونبش في أعماق التراث. وخرج عشرات الآلاف من التونسيين ليشهدوا احتفالية لا تتكرّر دائماً في بلد نهشته المشكلات الاقتصادية وأنهكته تجاذبات السياسيين التي أتعبت البلاد والعباد ما جعلهم يبحثون عن أيّ متنفّس يبعث الأمل والتفاؤل، وهو ما يؤكد أنّ التونسيين شعب توّاق للفرح والاحتفال ومطبوع بالسعادة والمحبة. «كرنفال بابا أوسّو» الذي انطلق من رصيف الفنون حذو الميناء التجاري لجوهرة الساحل التونسي ومرّ على اِمتداد كورنيش سيدي بوجعفر الشهير، قدّم عروضاً جميلة وبهيّة فيها اشتغال على الجمالية والمشهدية، حيث تنوّعت بين عروض فولكلورية من تونس وليبيا والجزائر وسورية وفرنسا وروسيا بما فيها من تعبيرات تجمع بين الهويّتين العربية والأفريقية في تمازج بديع وتناسق مثير قد لا يظفر بها المتلقّي في شكل متواصل. وقدّم الكرنفال أيضاً عروضاً لماجورات قصر هلال وماجورات سوسة، فضلاً عن مجسّمات عملاقة لدمى وعرائس زاهية الألوان يحرّكها ممثّلون ومركبات متنوعة الأحجام والأشكال ترمز الى تاريخ المدينة وميزاتها وتراثها، إضافة إلى لوحات راقصة قدّمها بكل حرفية وطرافة «باليه دومة» الذي يضمّ أكثر من 100 راقص وراقصة من شباب الجهة. وشهد الكرنفال نجاحاً على جميع الأصعدة خصوصاً على مستوى التنظيم، فضلاً عن الكفاءة العالية التي اتّسمت بها الأجهزة الأمنية، حيث كان الحضور الأمني أحد أهمّ عناصر نجاح التظاهرة التي انطلقت من رصيف الفنون قرب الميناء التجاري لسوسة مروراً بكامل كورنيش سيدي بوجعفر الذي غصّ بالمتفرّجين. يُذكر أن شخصية «بابا أوسّو» الأسطورية قدّمها عدد من الممثلين كان آخرهم الفنان بوراوي الوحيشي الذي ما زال محافظاً على الطريقة التي يتمّ بها تقديم الشخصية مع بعض الإضافات واللمسات الفنية.

مشاركة :