هل اجتازت الكرة فعلاً خط المرمى عند تسجيل الهدف الثالث لإنجلترا في الوقت بدل الضائع خلال فوز أصحاب الأرض على ألمانيا الغربية 4-2 أمام مدرجات ممتلئة في ملعب ويمبلي في نهائي كأس العالم 1966 FIFA؟ هل كان يجب احتساب ذلك الهدف؟ يعتقد جيف هيرست - بطل تلك المباراة بتسجيله ثلاثية بينها الهدف المثير للجدل - بأنه لا يمكن أن يكون هناك جدل حول صحة هذا الهدف، حيث قال في هذا الصدد لموقع FIFA.com: "أريد القول لكل شخص له علاقة بكرة القدم حول العالم بأن تلك الكرة اجتازت خط المرمى بمتر على الأقل. يجب أن يتوقف النقاش حول هذا الأمر". لكن المهاجم الإنجليزي يعترف بأنه بعد أن قام بتسديد الكرة لم يكن يتمتع برؤية خارقة لمعرفة ما حصل بالضبط في الدقيقة 101 من المباراة. وأضاف "سددت الكرة بعد أن قمت استدرت حول نفسي. ثم وقعت على الأرض وبالتالي لم تكن رؤيتي لما حصل جيدة والواقع أن الكرة ارتطمت بالأرض وراء (حارس ألمانيا) تيلكوفسكي وبالتالي لم أراها. لكني أثق بأن الكرة اجتازت خط المرمى وبالتالي فإني لا زلت أثق بقوة بهذا الأمر حتى اليوم". وتابع "دائما ما أشير إلى احتفال زميلي روجر هانت بالهدف، فقد استدار وبدأ الاحتفال مع العلم بأنه كان باستطاعته إكمال الكرة داخل الشباك وصرخ "إنه هدف" ودائما ما أعتمد على ما قاله". لكن هذا التفسير ليس كافياً بالنسبة إلى تيلكوفسكي حتى يومنا هذا والذي يعتقد جازماً بأن الكرة لم تجتز خط المرمى إطلاقاً ويقول لموقع FIFA.com "أنا واثق مئة في المئة حتى اليوم بأنه ليس هدفاً. نظرت إلى الناحية اليسرى من ورائي ورأيت بوضوح أن الكرة لم تكن قد اجتازت خط المرمى، لقد سقطت على الخط تماماً". خيبة أمل فيبر ويتذكر فولفجانج فيبر زميل تيلكوفسكي الحادثة بطريقة مشابهة. والواقع بأن قلب الدفاع الألماني كان في موقع جيد لرؤية ما حصل لأنه قام بتشتيت الكرة برأسه بعد أن ارتطمت بالأرض وارتفعت. بعد أن سجل هدف التعادل لألمانيا الغربية في الدقيقة 89 ما سمح لفريقه بفرض وقت إضافي، كان فيبر يشعر بخيبة أمل عندما أشار الحكم المساعد للحكم الرئيسي بصحة الهدف الإنجليزي. وقال فيبر لموقع FIFA.com "نعم، كانت لدي رؤية رائعة لما حصل ولهذا السبب كنت شديد الغضب بعد احتساب الهدف. لقد أمسكت بيد بوبي تشارلتون وهو يحاول رفعها عالياً احتفالاً بالهدف وقمت أنا وسيجي هيلدت وفولفجانج أوفيراث بالتوجه نحو حامل الراية في محاولة لإقناعه بالتراجع عن قراره". وأوضح "على أي حال، ففي عام 1966 كان المنتخب الإنجليزي يستحق أن يتوج بطلاً للعالم وكنا منافسين أقوياء له. هذه هي كرة القدم". وبعد مرور 50 عاماً، فإن الجدال الذي استمر نصف عقد من الزمن بين هانت وهيرست وتيلكوفسكي وفيبر كان يمكن أن يحل في ثوان معدودة. فبعد كرة فرانك لامبارد وللمفارقة في مرمى ألمانيا في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، التي اجتازت خط المرمى بوضوح ولم يحستبها الحكم، لجأ FIFA إلى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) لفتح النقاش. وبدأت التجارب حول تقنية خط المرمى عام 2011 وأقرها المجلس رسمياً عام 2012. منذ ذلك التاريخ حققت هذه التقنية نجاحات عدة في مختلف بطولات FIFA من بينها كأس العالم FIFA وكأس العالم للسيدات FIFA وكأس القارات FIFA وكأس العالم للأندية FIFA. كما تم اعتمادها على المستوى الوطني في اتحادات محلية مثل الاتحادين الإنجليزي والألماني بالإضافة إلى عدد كبير من البطولات المحلية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الفرنسي والبوندسليجا الألمانية والدوري الإيطالي بالإضافة إلى مباريات مختارة في الدوري الهولندي وكأس أوروبا 2016. وقال فيبر في هذا الصدد "إنني أرحب بتقنية خط المرمى. أعتقد أن السؤال لمعرفة ما إذا كان الهدف صحيحاً أم لا هو الأكثر تداولاً بين أنصار كرة القدم وبالتالي يتعين أن يكون القرار صائباً دائماً".
مشاركة :