أكد الشيخ عبدالله بن بيه أستاذ الفقه الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن عضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، أن كثيرا من فتاوى الشباب تعتمد أو تؤسس على الجزئيات وليس على الكليات ولذلك يجانبها الصواب، وقال إن منهج العلماء هو أنهم ينظرون إلى الكلي مع الجزئي وإذا نظروا إلى جزئي نظروا إلى كليّه لأن الكلي حاكم على الجزئي. جاء ذلك في الحلقة الأولى من سلسلة لقاءات برنامج "همومنا" في جزئه الرابع التي بثت مساء أمس عبر القناة الأولى بتلفزيون المملكة. وأوضح بن بيه خلال حديثه أن بعض الشباب شريحة تلعب بها العواصف والرياح من جنوب وشمال وهو يتمسك بالجزئيات ويقيم عليه فتواه رغم أن العلماء ينظرون دائما للجزئي من خلال الكلي، مشيرا إلى أن السبب وراء هذه الاستمساكات، هو ضعف الوعي الشرعي وبعض الاستحكامات الأيديولوجية وحب الظهور والغلبة والاختلاف داعيا إلى تربية النشء على منهجية العلماء وعلى منهجية السلف في التعامل و قال إن بعض هؤلاء المخالفين يكفر الدولة والمجتمع لأنها تتعامل مع القوانين الوضعية وركيزتهم في ذلك مبنية على رؤى شرعية قاصرة. وأشار الشيخ بن بيه في طرحه خلال الحلقة إلى أن الجهاد ليس أمرا يمكن للإنسان القيام به دون الرجوع إلى مرجعياته، كون الجهاد في الأصل هو تدبير حكومي وليس للأفراد إن يقوموا به، وقال إن القيام بالجهاد الطلبي بشكل فردي عبث وجنون، لا يقره الشرع مشيرا إلى ضرورة مساهمة وسائل الإعلام بشكل أكبر في التعريف بشروط الجهاد وضوابطه، وقال إن طرق الجنة كثيرة وليست تلك الطرق الملتوية التي لا تستند إلى أساس صحيح ومبدأ وغاية صحيحة. وكرر بن بيه تحذيره من الفتاوى المنفلتة أو التي تؤدي إلى مفاسد أكبر منتقدا خضوع بعض الناس للأهواء أو للشارع بصفة عامة كما نبه بن بيه إلى عدم العبث وقال إن العبث ليس في الشريعة الإسلامية، فالشريعة رحمة كلها ومصلحة كلها وعدل كلها وكل ما خرج عن المصلحة إلى مفسدة ومن عدل إلى جور ومن حكمة إلى عبث ليس من الشريعة.
مشاركة :