أكد الشيخ عبدالله بن بيه أستاذ الفقه الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن وعضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز أن حالة الفشل الكبيرة التي تعيشها الكثير من المجتمعات اليوم سببها الرئيسي هو عدم قيامها بواجباتها ووظيفتها، إضافة إلى تفرقها وعدم اجتماعها، لافتاً إلى ان الله حذر من الفرقة فقال جل وعلا (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) أي نصركم وقوتكم. وشدد الشيخ بن بيه في الحلقة الثانية من سلسلة حلقات برنامج (همومنا) التي بثت مساء الأحد عبر القناة الأولى من تلفزيون المملكة على قصور الفتاوى التي يتداولها بعض الشباب حيث إنها تعتمد أو تُؤسس على الجزئيات وليس على الكليات، وتناول في طرحه الاختلافات الفقهية ودورها في تعزيز حالة الفرقى. وأضاف ان الاختلاف المؤدي إلى الفتنة والبغي والتجاوز والتطاول اختلاف مذموم رغم أن الاختلاف هو طبيعة إنسانية، لافتاً إلى أن شرع الله واحد وواسع وهذه السعة لا تقبل التضييق قدر حاجتها للانضباط، وان مشكلات العصر وتحدياته تحتاج إلى السعة، وفي الوقت نفسه تحتاج إلى الانضباط، موضحاً ان الرجال يعرفون بالحق وليس يعرف الحق بالرجال، والأمور في هذه الأيام تذهب باتجاه معاكس. وعلق الشيخ بن بيه على فتاوى الجهاد قائلاً: إنه ليس أمراً يقوم به الإنسان دون الرجوع إلى مرجعايته وانه تدبير حكومي وليس للأفراد أن يقوموا به، والقيام به بشكل فردي فيه حالة من العبث الذي لا يقره الشرع، مؤكداً أن مصيبتنا اليوم ان هناك أناساً فتنوا بالرجال الذين يرون كلامهم حقاً مطلقاً وأنهم يمتلكون الحقيقة الثابتة، والإشكالية ان بعضهم لا يملك القدرة الشرعية في التأويل والتعليل وطرق التنزيل.
مشاركة :