دروس في الغدر | إبراهيم محمد باداود

  • 7/29/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الغدر خلق ذميم ، ومنهج عقيم ، وهو من صفات المنافقين ومن سمات الجاهلين وهو ضد الفطرة السليمة وتأباه النفوس الكريمة ،كما إنه مذموم في كل الأعراف والأنظمة ومحرم في كل الشرائع والأديان السماوية ،فهو ليس من خلق الأنبياء أو أتباعهم وعندما سأل هرقل عظيم الروم أبا سفيان عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائلا له : فهل يغدر ؟ قال أبوسفيان : لا ، فقال هرقل : وكذلك الرسل لاتغدر . في سبتمبر 2014 استولى الانقلابيون والحوثيون على القرار السياسي في اليمن من السلطات الحكومية الرسمية ، وبعد المفاوضات تم الوصول إلى اتفاق سلم وشراكة وطنية برعاية الأمم المتحدة والذي قضى بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة الوفاق الوطني غير أن الحوثيين قاموا بعرقلة الاتفاق ، وفي يناير من عام 2015م قاموا بالهجوم على دار الرئاسة ومنزل الرئيس وأصدروا ما أسموه بالإعلان الدستوري وقاموا بحل البرلمان وقامت آنذاك مفاوضات لرأب الصدع والوصول إلى حل ،غير أن الحوثيين والانقلابيين عمدوا إلى إفشالها للسيطرة على مقاليد الأمور في كافة أنحاء اليمن والاستيلاء على السلطة بالكامل عندها هب التحالف العالمي بقيادة المملكة العربية السعودية للاستجابة لنداء الرئيس اليمني لإنقاذ اليمن وتحريره من أيدي الانقلابيين . منذ أكثر من عام لجأ الحوثيون ولكسب مزيد من الوقت إلى لعبة المفاوضات والمشاورات ، وذلك للحصول على مزيد من الدعم فوافقوا في البداية على مايسمى بعملية السلام في اليمن ولكنهم ظلوا ولقرابة أربعة أشهر يقدمون دروساً متعددة من الغدر والكذب والتلاعب، فتارة لايحضرون اللقاءات وتارة يطالبون بتمديد الاجتماعات وتارة يرفضون بعض الالتزامات ،وهكذا أضاعوا الأسابيع والشهور والشعب اليمني يتألم ويتضور جوعاً وهو آخر اهتماماتهم . بالأمس أعلنوا عن درس جديد للغدر وأعلنوا اتفاقاً أحادي الجانب بإنشاء مجلس سياسي بمشاركة الحوثيين والرئيس المخلوع ليقدموا برهاناً آخر ودرساً جديداً في الغدر وبأن أمثال هؤلاء لايجب أن نضيع الوقت معهم في مشاورات أو اجتماعات أو اتفاقات فهم ومن خلفهم أهل غدر ولؤم وكذب وهم لايحترمون ميثاقاً ولاعهداً أو اتفاقاً ولاكلمة حق أو شرف ، كما إنهم لا أمان لهم فقد ينقلبون على غيرهم وقد ينقلبون حتى على أنفسهم في أي لحظة . الجميع يعرف بأننا نتمنى أن تنتهي الحرب في اليمن من أجل الحفاظ على سلامة الشعب اليمني وذلك من خلال عملية سلمية ومن خلال التفاوض ولكن أمثال هؤلاء الغادرين الماكرين لاينفع معهم السلم ولايمكن أن يوثق بهم ولايوثق بمن خلفهم فهم أهل غدر ونفاق . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :